استمرارًا للمحاولات الخبيثة لبث الشائعات سعيًا للوقيعة العربية العربية، تستمر دويلة قطر في تسخير قنواتها ومنابرها المسمومة لقلب الحقائق لتنفيذ أجندة معادية للمصالح العربية العليا رغم حملة التأديب التي تمارسها دول الخليج عليها، فضلًا عن الضغوط المصرية والتي تصاعدت إلى حد سحب السفير المصرى من الدوحة، وكذلك سحب "السعودية والإمارات والبحرين" سفرائها من قطر. واليوم قامت قناة الجزيرة ببث خبر عاجل على لسان وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، مستغلة عقده لمؤتمر صحفى في العاصمة الباكستانية إسلام آباد- ذكرت فيه أن " البحرين لا تعتبر الإخوان جماعة إرهابية"، وظلت تعيد نشر هذا الخبر لفترة طويلة حتى تناقلته بعض وسائل الإعلام المصرية في محاولة للوقيعة بين مصر والبحرين. ولم تكتف القناة القطرية بذلك بل قامت بنشر تفاصيل كاذبة ومغايرة للحقيقة وقالت إن وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أكد على أن بلاده لا تعتبر جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وذلك خلافا لموقف السعودية التي أعلنت مطلع الشهر الجاري قائمة بالأحزاب والتيارات التي وصفتها بالإرهابية، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين. وأعرب الوزير البحريني -في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الباكستانية إسلام آباد- عن تفهم بلاده موقف السعودية المتعلق باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، ولكنه أوضح أن ذلك لا ينطبق على البحرين، لأن الإخوان فيها لم يرتكبوا ما يضر المصلحة الوطنية. وتابع وزير الخارجية البحريني أن السعودية تعاملت مع موضوع الإخوان حسب مصلحتها الوطنية، وبناء على أحداث وقعت داخل المملكة شكلت تهديدا للسعودية من جانب الإخوان، وأضاف لذا فنحن نتفهم موقف السعودية باعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، لكن يجب النظر إلى قضية الإخوان المسلمين في كل دولة على حدة. وأضاف أنه يجب عدم التعامل مع جماعة الإخوان على أنها قضية حركة عالمية، بل باعتبار أنه في كل دولة توجد مجموعة تتصرف بطريقة معينة، مؤكدا أن الجماعة في البحرين ملتزمة بقانون الدولة، ولم يرتكب أفرادها ما يمكن اعتباره ضد دولة البحرين. لم تعلم "كشك الخليج"، كما وصفها الرئيس الراحل أنور السادات، أنها تتعامل مع دولة كبيرة بحجم "مصر" التي لم تستفز في يوم من الأيام وتتعامل بحكمة مع مثل هذه التصرفات الصبيانية، كما وصفتها مصادر مطلعة. وعلمت "فيتو" أنه تم إجراء اتصال بين جهة سيادية في مصر وأخرى في البحرين للتأكد من صحة هذه التصريحات ولكن الشقيقة البحرين لم يكن لديها رد سوى بث فيديو على الوكالة الرسمية لتنفى أكاذيب "الجزيرة" وقامت بنشر وتوزيع خبر رسمي من قبل وزارة الخارجية يتضمن الحقائق تحت عنوان "الإخوان جماعة إرهابية ومن يمس أمن السعودية والإمارات ويعاديهما هو عدونا وسنتعامل مع أي تهديد مماثل لنا". وقالت: إن الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية شدد على أن مملكة البحرين تقف مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في تصديهم لمخططات الإخوان المسلمين. وأضافت أن البحرين تتصدى لجماعة الإخوان وتهديدها الإرهابي الواضح لاستقرار مصر والسعودية والإمارات وتعتبره تهديدا للبحرين ولأمنها، مؤكدا أن البحرين ستتعامل مع أي تهديد مماثل من الإخوان في البحرين بنفس الأسلوب الذي تتعامل به مع أي تهديد آخر لأمنها واستقرارها. وأكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن ما يمس أمن واستقرار الأشقاء في السعودية والإمارات هو مساس مباشر لأمن واستقرار البحرين والعكس صحيح، ومن يعاديهما هو بلا شك عدونا. وحول ما نسبته له إحدى القنوات أكد وزير الخارجية البحريني أنه لم يقل أو يذكر أن جماعة الإخوان ليست إرهابية، ولكن كل بلد يتعامل معهم حسب ما يبدر منهم تجاهه، مع ضمان الموقف الموحد تجاههم. وأضاف "هذا ما قلته وأعنيه بالأمس في المؤتمر الصحفي في إسلام آباد، وهو واضح ولا يحتمل التأويل، وأنا مسئول عن ما قلته في إسلام آباد وأوضحته اليوم، ولست مسئولا عن ما أوردته قنوات الإعلام من تأويل وتفسير خاطئ لكلامي". وقال: إن الإخوان حركة عالمية لها نهجها الواحد ومنتشرة في دول العالم، والتعامل معهم هو حسب قانون كل دولة وما تلتزم به من اتفاقات. ووسط التصريحات الكاذبة وتصحيحها من قبل وزير الخارجية البحرينى تقف مصر ثابته شامخه لا يقلقها تصرفات دويلة صغيرة تحكمها أسرة انقلابية على نفسها لتظل العلاقات المصرية الخليجية في هذه الفترة هي الأقوى على مر التاريخ وسط تكهنات بتشكيل اتحاد عربى يجمع دول الخليج ومصر للنهوض والحفاظ على الأمن العربى واستقراره.