الأخبار التي تأتي من أبين وشبوة مطمئنة، وينبغي على المثقفين أن يشاركوا في الحرب بدعم معنويات رجالنا، أو على الأقل يكفوا عن سبك الأخبار التي تضعف ثقة الناس بالمعركة التي نتوقع أن تكون مصيرية، وإلا لماذا وزير الدفاع ورئيس جهاز الأمن القومي وقائد العسكرية الرابعة هناك.. هذا ناطق وزارة الداخلية يقول لنا إن الإرهابيين قتلوا 148 وأصابوا 173 عسكريا ومدنيا، وهذا فقط خلال الفترة من أول مارس إلى 23 أبريل.. فالإرهابيون يزدادون عددا وعدة وتوحشا، وصار الحل الأمني والعسكري مفروضاً فرضاً. مع ذلك نقول هذا واحد من الحلول، وليس الحل كله، الذي ينبغي أن يشمل كل منابع الإرهاب، إذ لا سبيل إلى قهر الإرهاب، ما دام يأتي بدل الإرهابي عشرة.. فمثلا الرئيس قبل يومين قال إن 70 في المائة من الإرهابيين جاءوا لنا من الخارج، فلماذا لا يسد هذا المصدر؟ ومكافحة الإرهاب ينبغي أن تشمل إزالة تأثير رجال الدين التكفيريين والجهاديين، الذين يحثون على الإرهاب عبر مختلف الوسائل، بالخطب والفتاوى، وفي مناهج المعاهد الدينية التي تهيئ الشباب ليكونوا لقمة سائغة للمستقطبين، ناهيك عن تأثير رجال الدين على الشباب عبر وسائل الاتصال الحديثة مثل تويتر وفيسبوك وغيرها.. ومكافحة الإرهاب ينبغي أن يمتد إلى منابعه الثقافية، فإلى اليوم لا تزال فتوى ابن تيمية بشأن "ماردين" فعالة، ولم تدحض، وهي عمدة التكفيريين والإرهابيين، رغم أن الفتوى تتعلق بحالة خاصة، وصاحبها تنكب الطريق، إذ أفتى أن التتار الذين غزوا الشام، أو حكموا ماردين، غزاة كفار يجب قتالهم ولا قيمة لتلفظهم بالشهادتين، لأنهم يحكمون بالياسة، والياسة هذه مجموعة قوانين وضعها جنكيز خان من مصادر يهودية ومسيحية وإسلامية، واليوم أسقطوا فتوى ابن تيمية حول إسلام دولة التتار، على الدول الإسلامية، ومنها اليمن، فقالوا هي كافرة ويجب قتالها لأنها تحكم بقوانين وضعية.. فالفتوى فعالة إلى اليوم، وتجرع للشباب، فيتحولون إلى إرهابيين، ولا تجدي معهم المراجعة والمناصحة، لأنهم يقدسون هذه الفتوى، ويعتبرونها حكم الإسلام النهائي الذي يمشي في مواكبهم. الحرب على الإرهاب اليوم، يستهدف الإرهابيين الذي يقتلون ويخربون، وهذا جيد، لكن هؤلاء هم منفذون، أو الحلقة الأخيرة من سلسلة الإرهاب، وهي سلسة طويلة، الموجهون فيها حلقة، والمستقطبون حلقة، والممولون حلقة، والمخططون حلقة، والمدربون حلقة، ولابد من تحطيم كل هذه الحلقات.. أنت تقاتل المنفذين، وتترك الذي يصنعهم، ويمدهم بالسلاح والسيارات المفخخة، وتترك الذي يستقطب بدل الإرهابي عشرة.