شهدت العاصمة البريطانية لندن ظهر أمس الخميس مظاهرات حاشدة طالبت بفرض حظر جوي على ليبيا، والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الليبي، في الوقت الذي أعلن فيه العاملون في القنصلية الليبية بلندن تأييدهم للثورة. واحتشد مئات من طلبة الجامعات والمدارس الليبيين أمام قنصلية بلادهم في لندن وهم يلوحون بالأعلام الوطنية، ويرفعون لافتات تندد بنظام العقيد معمر القذافي. وقد أعلن العاملون في القنصلية الليبية تأييدهم للثورة وقاموا بإنزال العلم الأخضر من على مبنى القنصلية ورفعوا مكانه العلم الليبي القديم. كما ألقوا صور القذافي من النوافذ وسط تكبيرات الطلبة والهتافات المؤيدة للثورة، حيث وضع عدد من العاملين في القنصلية الأعلام الليبية على نوافذ القنصلية وهم يلوحون للمتظاهرين بشارات النصر. وثيقة دعم ووقع 30 من العاملين في مكتب الشؤون الثقافية بالقنصلية الليبية وثيقة أعلنوا فيها انضمامهم إلى الثورة. وسار الطلبة من مبنى القنصلية الليبية مارين من أمام سفارة فرنسا وهم يهتفون شكرا بالفرنسية، عرفانا منهم باعتراف فرنسا بالمجلس الوطني قبل أن ينضموا للاعتصام اليومي أمام السفارة الليبية. كما اعتصم الليبيون في مدينة مانشستر تضامنا مع الثورة ومجلسها الوطني، فيما شهدت مدن بريطانية أخرى فعاليات سياسية وجلسات حوارية عن الوضع في ليبيا. وفي سياق متصل أقدم عشرات النشطاء البريطانيين على اقتحام واحتلال منزل سيف الإسلام القذافي مساء الأربعاء وسلموه لليبيين. وأكد الطلبة الليبيون في بريطانيا أنهم جزء لا يتجزأ من ثورة 17 فبراير، وأنهم على استعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل دعم وإنجاح الثورة لتحقيق الحرية للشعب الليبي. كما أعلنوا دعمهم الكامل للمجلس الوطني الانتقالي، وطالبوا المجتمع الدولي بالاعتراف به ممثلا شرعيا ووحيدا للمجتمع الليبي. وشددوا على ضرورة الإسراع بفرض حظر جوي على الأجواء الليبية، مؤكدين رفضهم لأي تدخل عسكري. حزب سياسي جديد وتنشط حركات المعارضة الليبية في بريطانيا باتجاه تكثيف الضغط لفرض حظر جوي على ليبيا وحث الدول والمنظمات على الاعتراف بالمجلس الوطني. وقال المتحدث الرسمي باسم منظمة "الراية الليبية لحقوق الإنسان في بريطانيا" الدكتور بشير الإصيبعي، إن ما يحدث للشعب الليبي من مذابح يومية يحتم على العالم المتحضر أن يجتمع لإسقاط القذافي. وأوضح الإصبيعي أن هذا "السفاح" انتهك حقوق الإنسان بشكل خطير، وآن الأوان لكي يختار الشعب الليبي نظاما ديمقراطيا حرا. وأكد أن منظمته تقوم باتصالات مستمرة مع وزارة الخارجية البريطانية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بشأن وضع حقوق الإنسان المتدهور في ليبيا. وكشف أنهم بصدد إنشاء حزب سياسي ليبي للمشاركة في الحكومة القادمة، وطالب القذافي وأعوانه بالخروج من ليبيا سلميا حقنا للدماء.