البارحة عدت منزلي الثامنة مساء.. فوجدت اثنين من المسلحين الحوثيين يذودان السيارات امامه تماما وعلى جهتي الشارع ارتص زملاؤهم. تبين لي لاحقا ان هذا الانتشار يأتي ضمن خطة انتشار واسعة طالت مربعات المربعات، لتأمين اللقاء (المعلب) الذي دعا عبدالملك الحوثي، وتظهر في وسائل اعلامه وخطب الجمعة لخطبائه ملامح نتائجه لكنه ينتظر مئات الكومبارس لاخراجه. ما علينا انتشرت لجان الجماعة الشعبية في كثير من الشوارع الفرعية حتى عند جامع شرقين الخاص بالسلفييين!! عموما؛ ليست المشكلة في نقطة التفتيش ولا في اللقاء الموسع، بل في الرؤيا.. فجرا اليوم رأيت فيما يرى النائم اني عائد الى البيت، ووجدت في رصيفه الخارجي والدتي، حفظها الله، تنظر الى نقطة التفتيش باستغراب وتعجب.. - خير يا اماه.. ليش جالس خارج البيت اليوم.. ابعدت يدها من على خدها وردت مبتسمة باستغراب.. -يابني جالس اتعجب على هذوم الناس كل يوم وهم بشكل ولون ومعهم خبر جديد.. اليوم قلبوا.. سبحان الله.. (او كما قالت رضوان الله عليها). لم اكن قد لاحظت حينها المفتشين ظنا مني انهم المألوفون، ركزت عليهم فإذا هم غير الحوثيين.. كان ثلاثة منهم يجلسون مستندين الى ركن البقالة وسط حركة مرور خفيفة للسيارات او شبه منعدمة وكلما مرت سيارة قفز احدهم لتفتيشها، وابتسم لسائقها، وعاد لمكانه حيث ينصبون راية انصار الشريعة المميزة بلونها الاسود، اقتربت منهم وكانوا يحتسون القوة وياكلون الجعالة (لانهم لا يخزنون) سألتهم مبتسما: من الرفاق. -ابتسم احدهم اكثر مني وقال: اخوانك في الله انصار الشريعة.. - طيب وانصار الله وين راحوا.. امس الليل عادهم كانوا هنا بهذي النقطة. - اقترب الاخر مني واظنه اشبه بقاسم الريمي ورفع سبابته في وجهي قائلا: اعلم ان الايام دول يا هذا.. هذا يومنا وهذه دولتنا. بل دولتكم انتم ايها المسلمون.. نقيمها بالجهاد ونحرسها بالعدل، ونرسخها بالايمان والتقوى.. ثم قرأ الآية القرآنية (واورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الارض ومغاربها التي باركنا فيها..). عدت الى امي هيا ندخل يا ماه .. الله يخارج هذي البلاد .. كنت اشعر بالخوف لهذه التغيرات المجنونة.. شعارات القاعدة على السيارات والجدران وكل شعار وبرميل لجماعة الحوثي حل محله نظيره للقاعدة.. اختفت الصرخة والهتافون بها.. لم ادر ما الذي جرى فعلا لكن كان هذا هو المشهد في الرؤيا.. قامت امي وهي تهز راسها قائلة لا اله الا الله.. الايام دول صدق.. هيا دخلنا بيتنا.. من حكم له حكم، ومن وصل عشاؤه اتعشى.. قالوا للعقبة كم دولتك؟ قالت يوم.. ارأيتم المشكلة.. ان يكون نهاركم ميليشيات ومسلحون ودوريات غير نظامية ينتشرون في كل الشوارع والازقة.. ثم يداهم المسلحون احلامك مساء على ذات الشاكلة.. ولو التقى الجمعان في تلك اللحظة التي تفصل النوم باليقظة، لكانت حربا طائفية، ربما تذهب فيها.. او على الاقل تفقد عقلك، فتصبح احد مجنديها..