لا تستغرب عزيزي القارئ فحين يكون الجو غائماَ فمن الطبيعي نتوقع هطول الأمطار ولكن عندما تكون الموجة ساخنة والوضع المعيشي اشبه بالجمر الملتهب ، لتهب الرياح بسرعة شديدة عكس عقارب الساعة وتأتي العواصف بكل قوتها لتتراجع الشوكة دون توقف مصحوبة بسخط ولعنات تلاحق كل المتسببين، اين هم مما يحدث اليوم هل فقدوا حاسة السمع ام اصيبوا بالعمى ام فعلاً ماتت ضمائرهم ، الى متى سيظل ابناء وطني يدفعون ثمن حرب لم يكن لهم ذنباً بها والى متى يشردون وينزحون ويلجؤون الى متى سيظل المواطن التعبان يدفع فاتورة ما يجري باهظاً وهو يرى كيانه وايامه وحياته تلتهمها نار الحرب الغادرة التي كل ما حاول اخمادها شبت في وجهه من جديد ! وصل الحال الى منتهاه ووصلت المعاناة إلى قمة الذروة واخشى ان ينهار الوضع في سابقة لم يشهدها الوطن من قبل؛ لقد اهُلك هذا الجسد وصار هزيلاً وبدأت الجروح تبني مساكنها فيه بطريقةٍ عشوائية ، ظهرت علامات الوجع عليه واخشى ان تبدأ عمليات البتر لأجزائه! متى سيُعالج الجسد الذي ينزف متي سوف يستعيد نظرهُ ومتى سوف يمشي ويترك الكرسي المتحرك الذي اصبح سكناً لجسدهُ متى ستشُفى الروح التي تعذب في ذاك الجسد؛ ومتى سيقفُ سيل الدمْ الذي يتدفق من بين اضلعه كالوديان، ومتى ستقفُ تلك الدموع التي اخذت من الوجنتينِ طريقاً معتاداً لها ! متى سيشفى "وطني"؟