من يٌريد أن يفهم المشهد العربي بشكل عام واليمني بوجه الخصوص فعليه بمتابعة المسلسلات المكسيكية المٌدبلجة حتمآ ستٌصاب أيها المٌتابع معذرتآ بالغثيان المفرط فلن تجدٌ نفسك إلا وأنت أمام أنحدارآ سياسيآ يصنف في محاكم الأخلاق حرام ويصنف عند الوعي السياسي ورواده [فاقدآ للإتزان] . إذآ لا بأس أن نٌذكر هنا ونتذكرأيضآ،أن السياسة فنٌ والتحلي بالصبروالتوازن دون الخدش في المبادئ أوالثوابت الوطنية والجماهيرية أيضآ فنٌ أخر، فليسَ هناك في السياسة ماهو مباح مطلقآ، ولكن تتدرج مراتب الرغبة والرهبة إبتداءََ من المراوغة وانتهاءََ بالزواج المؤقت . فإذا ما تحدثنا عن السقوط السياسي المحرم، فنحن نُعيد رواية ذلك السيناريو المخجل، والذي أصبح ابطاله رموزآ للوطنية، وسدآ منيعآ أمام المخاطر المزعومة حصرآ، عند أولئك المتقزمون تحت مظلة العبودية، والراسخون بجهلهم وبشاعة ذُلهم . لقد حاولنا كثيرآ أن لا نٌقِيم أوننتقد بعض الأحزاب السياسية اليمنية ليس لكونها رمزآ للمشروع الوطني الجامع، بل لأننا نؤمن بأن وحدة الصف مطلبٌ وضرورة، يتفق عليها العقلاء من الناس، أن الإجتماع والإئتلاف لا غنى عنه، لأمة تريد الفلاح والتخلص من الأيديولوجية الإيرانية، والتي تكفل بها وكلائُها في المنطقة . لكننا ادركنا يقينآ أن هذه الأحزاب ما هيا إلا إمتدادآ للفشل، وأكذوبة تناقض تلك الشعارات البراقة، والأناشيد الوطنية العابرة للقارات، فمن هنا [خٌذل الجمع من أولى الأبصار] . كلنا نعلم واقعها الميت منذوالثمانينات، فقد عمدت على التخلي عن مشروع الوطن الجامع، وتجهت نحو الصفقات الشخصية المٌحرمة، لتجعل من الأفراد وقودآ رخيصة، ليتم الإنفراد نحو الانانية المطلقة . لقد انخرط غالبية الشعب تحت عباءة الأحزاب، حبآ وشغفآ للفلسفة الديمقراطية وحرية التعبيروحق المواطنةلكنهم قعوا في الفخ، لتصبح أحلامهم الوردية مجرد وهمً، بل وأدوات لبعض الوقت، لينتهي بها المطاف لتكون في مستنقع العبودية لأسيادها، حقآ انهم اضلوا الطريق، وخسروا الشرف العظيم المتمثل بخدمة هذا الوطن العميق. لازال الخوف يأكل شباب الثورة، ليس من الإعلان الدستوري لجماعة الكهوف، ففي الحقيقة لن تستطيع أن تحكم اليمن ابدآ، فهيا لاتملك الخبره السياسية والاقتصادية إطلاقآ، وماهي الا لحظات لينهار مشروعهم كسرعة إنتصارهم المفضوح . ولكن الخوف الكبيرمن عودة الرمزالسابق الى الساحة السياسية بهوية المُنقذ والرادع، فلن يدخل بحرب مع القادمون الجدد مطلقآ، بل يراهن على عامل الوقت فقط، لانه يعلم حجم الهوة والغباء السياسي فالزوامل لا تُدير البلاد ولن تُسير شؤون العباد، حينها سوف يثور الشعب عليهم لياتي دوره {دور المنقض الحاقد} . ستبقى الجمهورية مابقيت أرواح الشهداء الخالدة وسيبقى الرئيس هادئ الأب الروحي لشباب الثورة، والمؤسس للدولة اليمنية المدنية الحديثة ولا عزاء في اولئك المتحزبون المنخريطون تحت عباءة وعبودية أحزابهم .