اليوم تدخل مدينة تعز يومها الالف من الحصار المطبق عليها من قبل مليشيات الحوثيين .
وللأسف الشديد لاتزال الاممالمتحدة مُغمضة عينيها تماماً عن الوضع الانساني والحصار المطبق التي تعيشه تعز لليوم الالف . وبكل اسف لم تكتفي الاممالمتحدة بكل منظماتها ومكوناتها المتفرعة منها الى ممارسة إغماض عينيها عن جرائم الحوثيين المرتكبة ضد المدنيين في تعز المتمثل في قصف الاحياء السكنية والاسواق ومنازل المواطنين، واستهداف الاطفال والنساء والمدنيين عبر قذائف قصف الحوثيين تارة وتارة عبر رصاص قناصيهم ، وتارة اخرى عبر الالغام التي زرعتها مليشيات الحوثيين في كل بقعة وصلت اليها، بل وصل الامر بالأمم المتحدة إلى أن تطبق شفتيها وتُغمض عينيها عن حصار تعز الخانق الذي يفرضه الحوثيين على مدينة تعز ، الامر الذي ضاعف معه هذا الحصار لمعاناة ابناء تعز وفاقم مأساتهم .
يا ترى هل تعلم الاممالمتحدة ان العامل والموظف الساكن في وسط مدينة تعز قبل فرض الحوثيين حصارهم على المدينة.
كان يستغرق ذلك العامل والموظف للوصول إلى مقر عملهم في مصانع الحوبان إلى 15 دقيقة من الوقت بباص المواصلات، وكان العامل يخسر مبلغ 150 ريال فقط اجرة الباص الذي ينقله من مقر سكنه الى مقر عمله، وكانت المسافة التي يقطعها العمال والموظفين من وسط مدينة تعز وصولاً إلى الحوبان قرابة 8 كيلو فقط، وكان العامل قبل الحصار يذهب للعمل صباحاً ويعود الى اسرته واطفاله ظهراً .
أما اليوم بعد الحصار اصبح العامل الساكن وسط المدينة يحتاج للوصول الى مقر عمله في مصانع مجموعة هائل سعيد التجارية في الحوبان، الى وقت زمني لا يقل عن 8 ساعات عبر السيارة ، بعد ان كانت 15 دقيقة قبل الحصار ( ربع ساعة )، والى مبلغ عشرة الف ريال اجرة مواصلات بدلاً من مبلغ 150 ريال، ويقطع مسافة 178 كيلو بدلاً من مسافة 8 كيلو، ويغادر العامل الساكن في وسط مدينة تعز لعمله في الحوبان اول الشهر ، ولا يعود لأسرته وعائلته إلا آخر الشهر ، بسبب بعد المسافة ومقدار قيمة المواصلات الباهظة، ناهيك عن خطورة الطريق البديلة التي تم استحداثها بسبب الحصار وصعوبة الطريق ، والتي قد تؤدي في بعض الاحيان الى الوفاة بسبب وعورة الطريق وانقلاب المركبات بسبب تلك الوعورة ، او في حالة هطول الامطار اثناء السفر عبر تلك الطرق البديلة الضيقة والوعرة .
كل هذه المعاناة والحصار الخانق الذي يفتك بسكان تعز يواجه بكل اسف بصمت معيب ومخزي من قبل مجلس الامن والاممالمتحدة والمنظمات الانسانية المتفرعة عنها بمختلف مسمياتها واشكالها والوانها .
علماً بان مدينة تعز هي المحافظة الوحيدة التي تم فرض الحصار عليها من قبل الحوثيين وخنقها بذلك الحصار، بعكس كل المدن الاخرى التي خاضت او لازالت تخوض حرباً ضد مليشيات الحوثيين.
فمثلاً الطريق من صنعاء الى الضالع او لحج او عدن مفتوح، بينما الطريق من مدينة تعز الى مدينة إب او مدينة ذمار او صنعاء مغلق، وكذلك الطريق من تعز الى لحج أو عدن مغلق .
ومع ذلك تجد الاممالمتحدة تتحدث عن حصار الحديدة التي لم يمضي على الحرب فيها سوى اسابيع، وتتجاهل حصار تعز ومعاناتها ومآسيها التي تعيش حتى اليوم يومها الالف من الحصار المصاحب لكل انواع القتل والدمار والخراب والفتك .
بعد الف يوم من الحصار على تعز، الاممالمتحدة شريك رئيسي في الجرائم المرتكبة ضد تعز، وشريك رئيسي في مأساة تعز وحصار تعز وقتل تعز وتدمير تعز .