وآخر ما يكشفه لنا الربيع العربي أن صالح بلاشرعية منذ 2006م وهي الإنتخابات التي صادرها تزويرا وترهيبا ثم اختطف النتيجة وغيرها في آخر المطاف ، هذا ما كشفه لنا اللواء علي محسن في مؤتمره الصحفي اليوم. خرج علي عبدالله صالح من حاضرنا ومستقبلنا وهو الخروج النهائي عقب هزيمة حاسمة، خرج من المعادلة السياسية من القيم والأخلاق.. من المصداقية وبقايا ذكريات خلفتها ثلاثة عقود حكم.
اليوم عرفت فقط لماذا أكره علي عبدالله صالح بكل هذا القدر، لماذا تكرهه كل هذه الملايين، شخصيته أهينت في كل الساحات، صورته سقطت في مختلف الميادين ووسائل الإعلام ، نظامه انحسر في العاصمة السياسية، تهاوئ في الحصبة وأرحب ونهم، اختفى في أكثر من محافظة ومدينة، الملايين خرجوا عنه جهارا نهارا وتنفسوا الصعداء في فضاء آخر، في زمن آخر، في واقع جديد. الرئيس صالح انتهى عهده يوم 3يونيو وبطريقة مأساوية لم يكن يتوقعها أحدا ، من يعتقد أن عليا بعد حادثة جامع النهدين مازال هو علي ذاته الذي حكم البلاد منذ ثلاثة عقود ونيف أظنه خاطئا ؟ فمن يقاوم الثورة الآن هم بقايا حكمه الطويل بدءا بأولاده وأقاربه وسدنته وزبانيته المقربين من مركز القرار . في جميع الأحوال صالح لم يعد سوى شماعة تلقى عليها سوءة بقايا نظامه ، الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس هي من يقتل وينهب ويعبث ويكذب ويقاوم بشراهة ، لا احد من هؤلاء سيرضخ ويذعن لمسألة رحيل صالح عن السلطة.
التاريخ لن يعود إلى الوراء، هكذا كان يرددها علي عبدالله صالح وهو يواجه خصومة ومناوئيه، كان يقول لهم أن الذين يريدون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء واهمون، ومن يسعون ليحجبوا نور الشمس مغفلون. هاهو القانون الكوني يطال صاحب هذه العبارات، ويحق الحق بكلماته ويقطع دابر السكارى، سكارى السياسة من بقايا صالح ونظامه ممن يهيمون في غيهم ويمنون أنفسهم بعودة لا وجود لها، يمنون أنفسهم برجوع الأيام الخوالي ، ولكن ليس كل ما يتمناه المرئ يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. الرياح العاتية هبت يا عبده الجندي يا طارق شامي، اقتلعت 33عاما وألقت بالخيمة الصالحية وزعيمها خارج الواقع والوطن والتاريخ، الربيع حل باليمن يا بركاني ، وزهوره تفتحت في الساحات والميادين، والثورة بصدد قطف الزهور وتنظيمها في إكليل جميل وتاج يتوج انتفاضة الشعب الذي أراد الحرية وصنع شمس النهار بيديه الطاهرتين. هو الربيع أقبل ونشر أريجه على كل البطاح في عموم الوطن العربي الكبير، فيما انتهى الخريف، خريفكم وسنين القحط والذل والمهانة وتساقطت الأوراق، وولت السنون والنظام ورموزه ، وتلك الأيام نداولها بين الناس ، ودوركم انتهى أيها الحمقى، اعلنوا هزيمتكم وارحلوا من عصرنا، كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا، آن أن تنصرفوا ، وتقيموا أينما شئتم ولكن لا تقيموا بيننا.
ولتموتوا أينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا، فلنا في أرضنا ما نعمل ، ولنا الماضي هنا، ولنا صوت الحياة الأول ، ولنا الحاضر ، والمستقبل ، ولنا الدنيا هنا .. والآخرة ْ، فاخرجوا من أرضنا، من برنا .. من بحرنا، من قمحنا .. من ملحنا .. من جرحنا، من كل شيء ، واخرجوا من ذكريات الذاكرة.