نعم .. هكذا حال أهل اليمن مع القات .. إنه بلوى اليمنيين وداؤهم ا لدائم ! ماذا قال أهل الاختصاص عن القات ؟ - القات هدر للمال والأوقات ، وتدمير للصحة والقدرات - خلق ألاّ مبالاة نحو الواجبات بما فيها الأسرية والدينية ، والتهاون المخيف في الأعمال الأمر الذي يؤدي إلى قلة الإنتاج وغياب العمل المؤسسي الحقيقي ، وتدمير لاقتصاد البلد ومقدراتها. - التفكك وعدم الاستقرار الأسري, وفقدان الأمن الاجتماعي . - حدوث البطالة المؤدية إلى الفقر الذي يجر إلى الجرائم المخلة بالشرف والمروءة - يؤدي إلى انتشار الفساد والرشوة في المجتمع ونشوء استعدادات للانحراف والجريمة . أقوال عقلاء وحكماء اليمن قديما وحديثاً عن القات : شيطان نبت في الأرض ، ليلتهم غذاء النباتات البريئة ، ثم أوقع اليمني في فتنة ، يهزأ بعقله متنقلاً به بين العقل والجنون ، يعيش الإنسان اليمني لسحره الشيطاني نصف العمر ، إنه سلطان القات أو قل شيطان القات .. الشجرة الملعونة في أرض اليمن ، إنه الحاكم الأول في اليمن ، الحاكم الطاغوت المستبد .. يتحكم في كافة مجالات الحياة اليمنية !! لا شك أن القات هو مصيبة وكارثة أصابت اليمن ، وأعاقت نموه وتطوره . أهلك الحرث والنسل والبيئة ، وأساء إلى تاريخ الأرض السعيدة . يتأفف الآخرون من تناول اليمنيين للقات وينظرون إليهم بنظرة مزرية ، بل ويتهكمون عليهم كما تتهكم أنت يا ابن قاسم . إنه الحارس الأمين لسجن التخلف الكبير، الذي يمنع الشعب اليمني من الخروج من هذا التخلف المخزي والمعيب ! هكذا سيطر القات على اليمن حتى أصبح المحور الأساسي لحياة الشعب اليمني . الداعية الإسلامي عمرو خالد : ألقى محاضرة عن القات باليمن وجهها إلى اليمنيين ، وبعد استعراضه لأضرار القات الصحية والاقتصادية والاجتماعية خاطبهم قائلاً: - يا أهل اليمن إن دوركم في الإسلام كبير ومكانتكم عظيمة ، والله تمنيت أن أكون من أهل اليمن لكثرة ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم عن اليمن وأهلها . - للأسف حتى عبادتنا وِِصِلتنا بربنا لم تسلم من القات ، فترى الكثير يجمعون الصلاة من أجل القات ، أيرضى نبينا صلى الله عليه وسلم أن تستخدم سنته هكذا ؟! - يا أهل الإيمان والحكمة لا يليق بكم أن تبقوا على هذا النمط من الحياة بل عليكم التغيير من خلال التقليل من القات ، ومنع وصوله إلى الجيل الجديد ، وأن لا تجعلوه محور لقاءاتكم الاجتماعية ، والقيام بحملة إعلامية وطنية شاملة في وسائل الإعلام الرسمي . رغم كل هذه البيِّنة .. إلاِّ إنك عندما تناقش اليمني في مسألة القات وتبين له ماقاله أهل الاختصاص عنه وما فعله في البلاد والعباد .. سرعان ما يرد عليك بلسان المكابرة : إن القات ليس بمضر ولا بمخدر كما تضنون وإنما هو مكيف كالشاي والقهوة ، وحتى الرئيس اليمني المخلوع (صالح) أثناء مقابلة أجرتها معه قناة ( mbc ) وعندما طلبت منه مقدِمة المقابلة توضيحاً عن القات قالها بعظمة لسان: إنه مكيف كالشاي.. وإذا كان حقاً مكيفاً كالشاي والقهوة فلماذا هذه اللهثة الغريبة ورائه ؟ ولماذا لا تتغير أحوال الذين يتناولون الشاي والقهوة في مناطق العالم مثلما هو الحال في اليمن ؟! أليست هذه مكابرة وعدم الاعتراف بالخطأ ؟! والحقيقة .. كلهم يمضغون القات وكلهم يلعنون القات !! ولم تجرؤ أي حكومة يمنية حتى على القيام بحملة وطنية إعلامية عبر الإعلام الرسمي تبين من خلالها أضرار ومخاطر القات المختلفة على الفرد والأسرة والمجتمع . وحول عدم معالجة هذه الكارثة من قبل الحكومات المتعاقبة على حكم اليمن ، أوضح حقيقة ذلك الأمر وزير التخطيط الأسبق/ أحمد صوفان في المؤتمر الوطني الأول للقات الذي عقد بالعاصمة صنعاء في أيريل 2002م حين أفصح قائلاً:{ إن عدم قيام قيادات العمل السياسي والاجتماعي في بلادنا بمعالجة مشكلة القات بشكل جدي ، يعود إلى عدم رغبتها في مواجهة ردود الفعل الشعبي أه } وإذا تأملنا في تاريخ القات في اليمن ، لأوحي إلينا وكأنه كتب على بلد الإيمان والحكمة أن يبقى مع القات حتى يرث الله الأرض ومن عليها !! أما ما قلته يا دكتور فيصل القاسم أثناء برنامج الاتجاه المعاكس قبل أيام عبر قناة الجزيرة: بأن الشعب اليمني سكران بالقات ، فهذا أمر مبالغ فيه ، وحتى أكون منصفاً أوضح لك الآتي : - المسكر في اللغة : هو الذي يزيل العقل إذا شُرب والسكران خلاف الصاحي . - والمفتر في اللغة : هو كل ما يورث الفتور والرخوة في الأعضاء والخدر في الأطراف ، والتفتير أعم من التخدير . - أما المخدر في اللغة : مأخوذ من الخدر والخدر هو الكسل والفتور والتخدير نوع من التفتير . - المخدرات في الاصطلاح : فهي كل مادة نباتية طبيعية أو مستحضرة كيميائياً ، مسكرة أومفترة من شأنها أن تزيل العقل كلياً أو جزئياً ، وتسبب أضراراً في الجهاز العصبي ، فتضر الفرد والمجتمع ، ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلاّ لأغراض يحددها القانون وبما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ، وبين المخدر والمسكر عموم مطلق ، فكل مسكر مخدر وليس كل مخدر مسكر ، فالمسكر يتولد منه النشوة والطرب والعربدة والغضب والحميِّة ، أما المخدر يتولد عنه عكس ذلك ، تخدير للبدن وفتور وسكون وعدم حميِّة .. ولعل الأخير أقرب لحال مخزن القات . كما أن أهل الاختصاص والمجامع العلمية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية أثبتت عبر تجاربها أن القات يحتوي على مواد مخدرة ، ومعلوم أن التحريم شمل كل المسكرات والمخدرات والمفترات ، وقد جاء في حديث أم سلمه عن الإمام أحمد وأبي داؤود إن النبي صلى الله عليه وسلم { نهى عن كل مسكر ومفتر}والمفتر هو المخدر الذي يحدث في الجسم فتوراً وخدراً ، وعليه فقد حرمته المؤتمرات الإسلامية ومنعت دخوله وتعاطيه معظم الدول العربية والكثير من الدول المتقدمة . وخلاصة القول يا دكتور فيصل : إنك عمّمت .. عندما لم تستثن المحافظات الجنوبية التي تقوتت بالكامل بعد الوحدة ، كما أن محافظتي حضرموت والمهرة لا تعرفان القات على مدى عصورهما إلا بعد الوحدة المباركة التي باركت فيه داخل هاتين المحافظتين ، ويوحي أيضاً وكأن القات هوية وجب الاعتزاز بها .. ولعلك بالغت كثيراً في وصفك لليمنيين وأسأت إليهم ، فلو قلت أن الشعب اليمني مخدر بالقات لكان أقرب للحقيقة وأكثر قبولاً، ومن باب الإنصاف عليك أن تعتذر للشعب اليمني دون مكابرة أيضاً .. فهل ستفعلها أو ستكابر مثلهم ؟! .. تحياتنا لقناة الشعوب …