حضرموت اون لاين ينشر النص الكامل لكلمة الاستاذ خالد سعيد الديني محافظ حضرموت في احتفالات ال 22 من مايو للجمهورية اليمنية التي تحتفل بها السلطة المحلية اليوم في مركز بلفقيه الثقافي بالمكلا , وفيما يلي النص الكامل كما تحصل عليه حضرموت اون لاين : بسم الله الرحمن الرحيم الأخوة والأخوات الحاضرون جميعاً .. أسمحوا لي أولاً أن أقف أمامكم في صبيحة هذا اليوم المبارك وبأسم السلطة المحلية بالمحافظة ونحن نحتفل بمناسبة عظيمة بعظمة شموخ وصمود أبناء شعبنا اليمني على طول وعرض ساحة الوطن , راسخة برسوخ شمسان وعيبان .. إنها مناسبة الذكرى الثانية والعشرين ليوم 22 مايو 1990م يوم الإعلان عن وحدة شطري الوطن وقيام الجمهورية اليمنية .. ذلك الحدث الذي شكل علامة مضيئة وساطعة في سماء اليمن والوطن العربي في زمن شهد فيه العالم تفتت وتمزق الدول العظمة كان لها باع طويل وصولات وجولات في قيادة وتوجيه شعوب كثيرة من العالم بما فيها شعبنا العربي .. حينها أطل شعبنا اليمني على العالم بكسرة لقاعدة التمزق ليعلن عن وحدته وميلاد جمهوريته الفتية الجمهورية اليمنية .. وهي مناسبة اليوم أن نرفع بأسمكم وبأسم كل أبناء محافظة حضرموت بأحر التهاني والتبريكات إلى فخامة الأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية . أيها الأخوة .. أيتها الأخوات : إن ما يميز احتفالاتنا بهذه المناسبة في هذا العام 2012م هو أنها تأتي في ظل جملة من التطورات والتغيرات على الساحة اليمنية خاصة وهي قد تجاوزت مرحلة وخطوط الخطر الذي كان يهدد الوطن وأبنائه بسبب الأزمة السياسية المفروضة قهراً على شعبنا والتي كادت تؤدي به إلى أتون الحرب الأهلية الكارثية المدمرة والتي كان لا يمكن أن يسلم من شرها ونتائجها أحداً من أبناء شعبنا اليمني لولا إرادة الله وتوفيقه وموقف الأخيار من أبناء الوطن ومساندة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الذي أسهم بشكل فاعل في تجاوز الشعب اليمني لهذه المحنة وذلك من خلال التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتي حظيت بالتأييد والمباركة محلياً وعربياً ودولياً .. وهي التي نتج عنها إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة وفوز الأخ المشير عبدربه منصور هادي برئاسة الجمهورية وتم الانتقال للسلطة سليماً كما إن من بين ثمار هذه المبادرة تشكيل حكومة وفاق وطني تشترك فيها الإطراف الموقعة على المبادرة ونحن في انتظار المرحلة القادمة مرحلة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي سيجمع كافة القوى السياسية في الساحة اليمنية دون استثناء والذي سيتم خلاله معالجة جملة من القضايا الجوهرية المطروحة ومن بينها القضية الجنوبية وقضية صعدة وكافة القضايا العالقة. أيها الأخوة .. أيتها الأخوات : ومع السير قدماً في تنفيذ بنود المبادرة التي تهدف إلى استقرار الوطن وأمنه وسلامته نرى في الجانب الآخر اشتداد الهجمة الشرسة التي تقودها عناصر التخريب والتآمر ضد الوطن وأبنائه وقيامها بالأعمال التدميرية لمكاسب ومنجزات الوحدة اليمنية وعلى سبيل المثال لا الحصر تدمير ابراج ومحطات توليد الطاقة الكهربائية التي كلفت الدولة مليارات الريالات وتدمير وتفجير انابيب النفط والغاز وفي أعمال تخريبية دنيئة تهدف إلى خلق حالة من التدهور الاقتصادي الذي ينعكس سلباً على حياة المواطنين . ومن المؤسف له حقاً بأن الأجهزة الأمنية أصبحت في موقف لا يحسد عليه لمجابهة مثل هذه الأفعال والعمليات التخريبية . أيها الأخوة .. أيتها الأخوات : الحاضرون جميعاً .. إن محافظة حضرموت اليوم تواجه كثيراً من التحديات والمشكلات الذاتية والموضوعية وهي انعكاس لما يجري في كثير من محافظات الوطن إن لم يكن من بين اشدها جميعاً وتأثيراً فخلال هذه الفترة والفترة الماضية شهدت المحافظة اختلالاً أمنياً واضحاً وتم التصفية الجسدية لعدد غير قليل من منتسبيها في عمليات إرهابية ونتوقع أسوأ الاحتمالات في ظل هذا الانفلات ومع ذلك فأننا لا يمكن أن نقلل من دور الأجهزة الأمنية والجهد الذي تقوم به وفقاً وامكانياتها وبالمقابل فأن القيادات العليا المركزية للأجهزة الأمنية تتحمل جزء وافر من هذه المسؤولية بسبب عدم توفير الإمكانيات لأجهزتها على مستوى المحافظة .. ونتوق إلى دور فاعل لهذه الأجهزة خلال هذه المرحلة بالنظر لما يترتب عليها من تحديات تجاه أجهزة الأمن بالمحافظة . أيها الأخوة .. أيتها الأخوات : الحاضرون جميعاً.. وعلينا هنا أن لا نخفي بأن هناك مخاطر حقيقية تهدد وحدة أبناء المحافظة إذا لم نضع حداً لها وذلك من خلال الإجماع على أن مصلحة حضرموت والوطن يجب أن تأتي في المقام الأول وان نذيب كل خلافاتنا وافتراقاتنا ونتجه صوب تحقيق هذا الهدف .. واختلافات رؤانا ووجهات نظرنا وانتماءاتنا السياسية والحزبية يجب أن لا نعكسها على مصلحة وهم المحافظة و حقها في الأمن والاستقرار والطمأنينة والعيش بسلام وفي ظل ظروف تتوفر فيها مقومات العيش الشريف .. ولربما نشعر جميعاً بأن محافظة حضرموت قد تكون ظروفها هي الأفضل والأحسن على المستوى العام لكننا بالمقابل نطمح إلى المزيد وهذا حق وطموح مشروع لأبناء المحافظة ونؤكد للجميع بأننا في السلطة المحلية بالمحافظة سنضع يدنا بيد كل من يسعى إلى خير وسلامة هذه المحافظة كما سنضع يدنا بيد كل من سيقف مدافعاً في وجه كل الأعمال التخريبية التي يسعى البعض لنقلها عنوة إلى محافظاتنا.. أيها الأخوة .. أيتها الأخوات : الحاضرون جميعاً.. إن المرحلة الراهنة والتي نعيش واقعها اليوم لم تعد بحاجة إلى التنافر مزيد من الاختلافات .. علينا أن نذيب كل خلافاتنا ونصبها في إنا واحد , لتتحول إلى موقف واحد .. وهدف واحد .. وطريق واحد يقود إلى جعل مصلحة هذا الوطن وابناءه أينما كانوا هي العليا ففي الوحدة عزتنا وقوتنا لأنها جاءت ملبية لطموحات أبناء الوطن وتحقيقاً لواحد من أهم وأبرز أهداف الثورة اليمنية . لقد جربنا ومنذ عقود طويلة من الزمن وتحديداً منذ ما قبل انتصار الثورة وأثناءها وحتى ما بعد انتصارها ماذا تعني الخلافات السياسية والفكرية وما هي نتائجها ومن عاش هذه التجربة سيقتنع بأن طريق الاختلاف والتعصب والتزمت في المواقف خلف هذا الطرف أو ذاك ولهذا الحزب أو ذلك يعني وأد لمصالح الأمة وتعذيب وتشريد ومعناه لأبنائها .. علينا أيها الأخوة أن نتجه جميعاً نحو بناء هذه المحافظة والوطن .. وان نسعى نحو تحقيق الأهداف المرسومة لحفظ الأمن والاستقرار والتطور والنماء بالنظر لما تمثله في تحقيق العدالة والمساواة . الحاضرون جميعاً : يكفينا اختلافات .. وعلينا جميعاً إن نستفيد من تجارب الماضي وأن نتجه صوب توحيد صفوفنا وأراءنا ومواقفنا وبها فقط يمكن ان نسهم في تحقيق كل طموحاتنا في الحياة .. علينا أن نحافظ على كل منجز انجزناه خلال سنوات الوحدة وما قبلها وما بعدها لأن ذلك ملك الجميع .. ولم تكن في يوم من الأيام ملك لفرد أو أفراد .. فالطريق طريقنا.. والمدرسة مدرستنا .. والمستشفى مستشفانا وكل المصالح العامة هي مصالحنا وعلى هذا الأساس فإننا في قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لم نكن قط ضد أي نشاط للتعبير عن الرأي وهذا حق كفله الدستور لكن ما ندعو إليه هو أن يكون هذا النشاط سليماً يأخذ بعين الاعتبار عدم المساس بالمصالح العامة والخاصة . أيها الأخوة .. أيتها الأخوات : الحاضرون جميعاً .. إنه ومع استقرار الحالة التموينية وثبات اسعارها وتوفير المشتقات النفطية ستظل مطالبنا مستمرة فيما يتعلق بتنفيذ المشاريع التنموية والتطويرية وعلى وجه التحديد ما يتعلق بالمشاريع الاستراتيجية مثل حل مشكلة الكهرباء من خلال إعادة تأهيل لمحطة الريان وإنشاء المحطة الغازية وإعادة تأهيل ميناء المكلا ومطار المكلا ومطار سيئون وإنشاء ميناء بروم بالنظر لما لهذه المرافق من أهمية في رفع المعاناة عن كاهل أبناء المحافظة في التخفيف من حدة البطالة التي رمت بظلالها على أبناء مختلف مديريات المحافظة .. كما ستظل متابعاتنا مستمرة لتطبيق قرارات التوظيف بالشركات وحصول أبناء المحافظة والمديريات في مناطق الامتياز على حقهم المشروع في التوظيف . أيها الأخوة .. أيتها الأخوات : مما لاشك فيه أنكم قد تابعتم سير الأحداث على مستوى المحافظة خلال الفترة الأخيرة وتحديداً بعد صدور بيان الدورة الأولى لعام 2012 م للمجلس المحلي والتي أطلقنا عليها مسمى (دورة استحقاقات حضرموت) وما بينته هذه الدورة من موقف جماعي لأعضاء المجلس المحلي وبمشاركة الأخوة أعضاء مجلسي النواب والشورى كتلة حضرموت الذين أسهموا بقسط وافر من الآراء والمقترحات المكملة لما جاء في البيان ونتائج زيارتنا إلى العاصمة صنعاء لمتابعة هذه الاستحقاقات وتجاوب فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي معها والتي تعرقل في البدء تنفيذها والاستجابة لها لكنه قد تم لاحقاً حل هذه الاشكالية بصرف 50% من اجمالي المستحقات للمحافظة لمجابهة الصرف على الكهرباء (الطاقة المشتراه) ومستحقات المشاريع المنفذة ستقوم المالية بدفع القسط الثاني بعد تصفية هذه المبالغ . الحفل الكريم .. الحاضرون جميعاً ولا يخفي عليكم جميعاً وعلى جميع أبناء المحافظة بأنني وبسبب تلك العراقيل والمعوقات التي وقوبلت بها استحقاقات محافظة حضرموت بالإضافة إلى قضايا شائكة أخرى من بينها الانفلات الأمني فأنني قد أقدمت على تقديم استقالتي وكان ذلك ليس تهرباً من المسؤولية أو ضعفاً عن قيادة وإدارة المحافظة لكنني أردت منها أن أوضح للجميع بأنني لست من اللاهثين وراء السلطة أو الجاه .. وأن هذه الاستقالة تعبيراً عن موقفي ودفاعاً عن الاستحقاقات التي أوردها بيان المجلس المحلي بالمحافظة وكل مطالب أبناء المحافظة المشروعة .. وكنت مصمماً على هذه الاستقالة لولا تقدير لموقف فخامة الأخ رئيس الجمهورية ولأخواني أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة ومجلسي النواب والشورى والمكتب التنفيذي ولكل أبناء محافظة حضرموت ذكوراً وأناثاً وأبناء الوطن عموماً والتي عبرت عن موقفها الواضح والصريح ونزولاً عن رغبة الجميع قررت سحب هذه الاستقالة لأواصل مشوار قيادتي لهذه المحافظة إلى جانب كل أخواني أعضاء المجلس المحلي وبمؤازرة الزملاء والأخوة في مجلسي النواب والشورى والأخوة الوزراء , ونسأل الله أن يعيننا على تحقيق كل ما يطلبه أبناء هذه المحافظة من استحقاقات.. وأنني هنا إذ أتقدم بخالص الشكر والتقدير لكل من وصل إلينا سواء من عاصمة المحافظة أو مديريات المحافظة أو المحافظات الأخرى ومن مشائخ وأعيان وشخصيات اجتماعية واكاديمية وشباب وعسكريين وكذا الذين تواصلوا معنا من أبنائنا وأخواننا من خارج الوطن , إليهم جميعاً كل تقدير وأعتبر موقفهم هذا الأمل الذي يقودني لأن أفخر وأعتز به لتحفيزي نحو بذل المزيد والمزيد من الجهد لتحقيق آمال وطموحات أبناء محافظة حضرموت والوطن عموماً.. أيها الأخوة .. أيتها الأخوات : الحاضرون جميعاً .. إن احتفالنا اليوم بالذكرى الثانية والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية إنما يعني تخليداً لأرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا حياتهم فداءاً لهذا الوطن خلال مختلف المراحل وتمجيداً للأدوار البطولية التي قدمها مناضلو الثورة اليمنية وكل المخلصين لانتصارها وتقدمها وتحقيق أسمى أهدافها الوحدة اليمنية . نتمنى أن تهل علينا الذكرى ال 23 ليوم الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية ونحن قد قطعنا شوطاً كبيراً في مجال الاستقرار السياسي وفي كافة الميادين الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية وأن نسير جميعاً في خط واحد لبناء واستقرار وأمن المحافظة . وفق الله الجميع لما فيه خير ووحدة هذه المحافظة والوطن عموماً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته