عن أمن حضرموت كان حديث الشيخ عبد الله بن فيصل الأهدل في خطبة الجمعة اليوم بجامع الرحمة بالشحر ، حيث وصف الأهدل حضرموت بأنها المحافظة التي كان يضرب بها المثل في السلم والأمن والحضارة وهي أصبحت اليوم من أكثر المحافظات قلقًا وخوفًا وقد وأرجع الشيخ الأهدل اختلال الأمن في حضرموت إلى أياد تعبث بأمن هذه المحافظة ومنها التدخل الأجنبي ، فالمخطط الأمريكي الذي يسعى لتفتيت الأمة العربية وإضعاف جيوشها وإشعال الفتن بينها ، وليس بخاف ذلك الحلف الدنس بين الأمريكان والباطنيين في إيران وسوريا . ومن الأيادي رموز النظام السابق الذين ما زالوا متنفذين وموجودين في حضرموت يعيثون فيها فسادًا ، حيث شدد على ضرورة المحافظة على نعمة الأمن ، والتضحية من أجلها ؛ إذ لا يمكن لأي مجتمع أن يعيش سعيدًا في الدنيا والآخرة إلا بتحقيق هذه النعمة ، ولا يتحقق ذلك إلا بإعطاء الأموال لمستحقيها ومعاقبة الظالمين المعتدين ، وحمَّل الجميع مسئولية المحافظة على الأمن ، وإن كانت الدولة تتحمل المسئولية الكبرى في تحقيق الأمن وحفظه . وقد دعا الأهدل الجميع إلى التعاون على حفظ الأمن والتضحية من أجل ذلك بوضع الخطط والسبل واجتماع العلماء والعقلاء ومناصحة المعتدين وإقامة الواجب الشرعي عليهم ؛ لأن ذلك الأمر يهم الجميع وهو مسئولية الجميع فلا بد أن نكون يدا واحدة لحفظ أمن بلادنا . منوها إلى أسباب شرعية ، وأسباب مادية لسيادة الأمن في المجتمع فالأسباب الشرعية هي التوبة من الظلم بكل أصنافه ، فمن ذلك الظلم الأكبر وهو الشرك بالله ، وتحكيم غير شرعه وموالاة اليهود والنصارى ، ومن الظلم ظلم الناس بالاعتداء عليهم ، وأخذ أموالهم ، وسفك دمائهم بغير حق ، ومن الظلم ظلم العبد لنفسه ، فالذنوب والمعاصي قد انتشرت بيننا انتشار النار في الهشيم ، فلن يتحقق الأمن المطلق في الدنيا والآخرة إلا بالتوبة إلى الله من جميع أنواع الظلم قال تعالى : ((الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )) ؛ فمخالفة أمر الله هي السبب في اختلال الأمن وهي سبب في البطالة وغلاء الأسعار وغيرها من العقوبات . أما الأسباب المادية : قيام الدولة بواجبها في حماية البلاد داخليا وخارجيا : – داخليا : بتحكيم شرع الله ، وتوزيع الثروة بالعدل ، وتوظيف الأكفاء ، وإقامة العدل، ومعاقبة المعتدين وعدم إهمال ذلك ، وإصلاح القضاء والأجهزة التي تعمل على ضبط أمن البلاد ، والتحقيق في كل الجرائم والكشف عن مرتكبيها ومعاقبتهم هذا من جهة الدولة ، وعلى المواطنين التعاون على حفظ الأمن جميعًا وترك السلبية. – وخارجيا : يكون بمنع التدخل الأجنبي الخارجي ، فهذه الطائرات بلا طيار الأمريكية تعبت في أرضنا وتهدد أمننا . وكذا منع التدخل السياسي للدول المجاورة ؛ فإن تلك الدول لا تسعى إلا لمصالحها والحفاظ على أمن حدودها ولا تهمها مصلحة اليمن وأمنها واستقرارها . وأشار الشيخ إلى أن القاعدة أصبحت اليوم شماعة لكثير من حوادث القتل في حضرموت أو غيرها ؛ إذ ليس كل كل الحوادث تقوم بها القاعدة ، ولم يبرئ القاعدة من بعض هذه الأعمال ؛ لذا وجه الشيخ نصيحة إلى شباب القاعدة لترك هذه الأعمال التي تشوه من سمعة الجهاد لعدم جواز تلك الأعمال لا من ناحية الشرع ولا من ناحية السياسة الشرعية ؛ فإذا نظرنا من ناحية الشرع فالعسكر لا يجوز قتلهم كالمدنيين لأنهم مسلمون ينطقون الشهادتين ويصلون فهم معصومو الدم والمال ومن ثبت دينه وعصمته بيقين لا يحل ماله ودمه إلا بيقين واليقين لا يزول إلا بيقين ، وإن تلبسوا بناقض من نواقض الإيمان فإن سماحة الإسلام ورحمته تعذر بالجهل والتأويل والإكراه ، وكذلك لا بد من إقامة الحجة والبلاغ المبين ؛ إذ إن كثيرا من هؤلاء العسكر عندهم جهل ولا يعرفون أهداف هؤلاء الشباب . وإذا نظرنا من ناحية السياسة الشرعية فإن هذه العمليات يتضرر منها الأبرياء وتقلق أمنهم واستقرارهم ولذلك مُنِع رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخول مكة لوجود مؤمنين مختلطين بالكفار ، ومن السياسة الشرعية أنْ ليس كل من جاز قتله يقتل ، وأن جهاد الطلب في اليمن ليس هذا وقته ؛ إذ لا تتوافر الإمكانات للمواجهة مع العدو ، وأننا ما زلنا في زمن الاستضعاف فالواجب علينا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والبلاغ ، أما جهاد الطلب فهو قائم وموجود في كثير من البلاد كسوريا وأفغانستان وغيرهما ؛ لذا ينصح الشيخ شباب القاعدة في اليمن بالانسحاب إلى سوريا وأفغانستان والجهاد هناك ويتركوا اليمن وحضرموت لأن هذه العمليات التي يقومون بها ضررها وأخطارها كبيرة على المسلمين .