استعرضت صحيفة البيان الإماراتية دراسة تقييمية لفكر تنظيم القاعدة والنموذج اليمني بعنوان " الفكر التربوي لتنظيم القاعدة مع التركيز على الحالة اليمنيّة.. دراسة تقويمية" للمؤلف أ.د.أحمد محمّد الدّغشي . وإليكم استعراض صحيفة البيان : (( يوضح كتاب" الفكر التربوي لتنظيم القاعدة مع التركيز على الحالة اليمنيّة.. دراسة تقويمية"، لمؤلفه أ.د.أحمد محمّد الدّغشي، أهم المرتكزات التربوية لتنظيم القاعدة بصورة عامة، وفي اليمن على خاصة، مُعتمدا المنهج الوصفي الارتباطي. وتكمن اهمية الدراسة، في مقاربتها لحالات التطرف الاسلامي، المتنامية في بعض البلدان العربية، حسب المؤلف، واعتمادها العنف المسلح وكافة أشكال القتل والتنكيل، وذهابها بعيدا في اطلاق الفتاوى التي يغلب عليها التطرف ومجافاتها لخط الاعتدال الداعم للحوار، كسبيل لحل القضايا العالقة، وكذا استباحة الاعراض والممتلكات، تحت ذرائع لا تقبل الجدل ولا تُقيم للعدل سلطة. يبين الدّغشي، أنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بعواقب تفاقم مشهد القتل، الذي لم يُوفّر الابرياء المدنيين، من الشيوخ والنساء والاطفال، إن في اليمن أو في سوريا، حيث بلغ العنف والعنف المضاد، درجات غير مسبوقة من التشنيع والتنكيل والاعدامات الميدانية غير المسبوقة في تاريخ البشرية . ويرى الباحث أن الولاياتالمتحدة الاميركية ودول الاتحاد الاوروبي، يستمرون في انتهاج سياسة الغطرسة وفرض حالة التبعية على مجموعة من الانظمة السياسية لها في المنطقة، ويغضون الطّرف عن أوجه الفساد المستشرية في مفاصل هذه الدول، طالما ان مصالحهم مؤمنة وبوسعها الانقضاض على مقدرات هذه الشعوب ومصالحها ساعة شاؤوا، وتلك الدول لا تحرك ساكنا الا متى تتعرض مصالحها للخطر، وبات نفوذها مهددا كما حدث في تونس ومصر وليبيا، فعندها تراجع حساباتها وتعلن مواقف معتدلة. هذا التبدل في السياسة الغربية والاميركية لن يحول دون تنامي حالة التذمر، وتصاعد ظاهرة العنف وتوالد العديد من الجماعات التكفيرية المرتبطة بتنظيم القاعدة، وذهابها بعيدا في محاربة المشروع الصهيوأميركي، كما يقول المؤلف، وإدامة دوامة العنف الى ما شاء الله. ينتهي المؤلف في نهاية الفصل الاول الى عدد من النتائج حول نشأة تنظيم القاعدة في بداية تسعينيات القرن الماضي، عقب احتلال عراق صدام حسين للكويت ودخول القوات الغربية الى منطقة الخليج والجزيرة . ويختصر الباحث أهداف القاعدة في 12 هدفا، أبرزها: إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب . ويرى الكاتب في الفصل الثاني، ان الفكر الجهادي للقاعدة لم يجر بمعزل عن الفكر الجهادي الذي تبنته الجماعة الاسلامية وجماعة الجهاد في مصر، مع فارق جوهري تمثل في منهج المراجعات الجماعية العلنية للجماعتين في مصر، في حين ظلت القاعدة غير مكترثة لذلك . يلخص الفصل الثالث، أهم رؤى القاعدة في مجال فلسفة التربية . فعلى المجاهد معرفة أحكام الجهاد الاولية، ومتوجباته تجاه امير الجهاد، وكذا كيفية التعامل مع العدو، على أن تُترك باقي التفاصيل الى الامير . ولا يشترط الفكر التربوي للقاعدة ضرورة العلم قبل الجهاد والالمام بأحكام الدين والفرائض والمحرمات وحسن المسلك والاستقامة، لأن هذا متاح تحصيله اثناء الجهاد، لكن المجاهد ملزم بمعرفة الراية التي سيجاهد المسلم تحتها قبل الشروع في الجهاد . ويحدد الفصل الرابع، المرتكزات الفكرية والتربوية لتنظيم القاعدة. ويخلص المؤلف إلى مجموعة توصيات تشدد على ضرورة قيام مؤسسات شرعية حرة بعيدة عن التدخل الرسمي والحزبية أو المذهبية او الطائفية، وفق معايير منضبطة تلحظ الكفاءة والوعي وحسن المسلك والتوازن في المسار العام، لوضع ضوابط للفتوى الشرعية، حتى لا يحدث الوقوع في التطرف أو الانزلاق في شرك الجماعات العنفيّة. وتدعو الدراسة، السلطات الرسمية الى مراجعة أدائها الحكومي.. وإعادة النظر في المناهج التربوية الاسلامية، عبر تأهيل معلمين أكفاء من ذوي التميز العلمي والرشد السلوكي . المؤلف في سطور المؤلف في سطور الدكتور أحمد الدغشي. أكاديمي وباحث متخصص في شؤون الجماعات الإسلامية . لديه مجموعة من الدراسات والمؤلفات التحليلية والتاريخية في الخصوص.
الكتاب: الفكر التربوي لتنظيم القاعدة مع التركيز على الحالة اليمنية تأليف: أ.د. أحمد محمد الدغشي الناشر: مؤسسة الانتشار العربي 2013 الصفحات: 223 صفحة القطع: المتوسط