الشباب هم عماد المستقبل وهم كذلك القوة الضاربة في طريق الصلاح والخير ونهضة الأمة وطريقها إلي النجاح فالمعطيات في المجتمع تؤكد كيف أن هذا العنصر هو المهم في التنمية السليمة . وبالتأكيد إن الإجازة الصيفية هي فترة للتزود بالوقود الخالي من الشوائب الصالح للمجتمع. وتعد محطة من المحطات الكثيرة المهمة في حياتنا والجميع ينظر إليها بترقب ويعد لها العدة من أجل الانطلاقة وتتراوح الأهداف المرغوب في تحقيقها وتتباين كذلك في مسعى كل منا في الوصول إلي ذلك الهدف الذي يتطلع إليه. فالأب والأم هما المعنيان الرئيسان في إتقان تحقيق أهدافهما بفن فيعمدان إلى إيجاد التوقيت السليم لأبنائهم للانطلاقة السليمة وبدون مطبات فالإجازة بقدر ماهي راحة للأبوين بعد عناء المتابعة في السلم التعليمي والترقب فيما تسفر عنه نهاية الجهد المصاحب للامتحانات مع تراوح مقاييس الخوف عند البعض من الفشل وهو خوف مشروع وكذلك هو الحال مع الأبناء لاينقضي خوفهم ويتنفسوا الصعداء إلا بإعلان الإجازة التي ينتظرونها بفارغ الصبر فهي لهم كمتنفس بعد جهد وعناء الدارسة. فإن محطة الإجازة هي مهمة في تقديم الجهد البناء للأبناء حتى تكون العاقبة للمتقين في نهايتها قال المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم(اغتنم خمساً قبل خمس..حياتك قبل موتك،وصحتك قبل سقمك،وفراغك قبل شغلك،شبابك قبل هرمك،وغناك قبل فقرك)فالمسئولية تجاه الوقت في حياتنا مهمة وليست بالأمر الهين فاستغلاله يعطي القوة الصحيحة للمسلم ويرفع من شأنه ولهذا فإن محطة الإجازة تعد واحدة من محطات حياتنا ومنعطف مهم وجب الاستفادة منه واستغلاله الاستغلال الأمثل فالدنيا ميدان الشقاء وعلينا أن نستغل الحياة فيها بما يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ،فنحن مطالبون أن نكون أكثر حرصاً على الوقت قال الإمام حسن البصري(ياابن ادم إنما أنت أيام .فإذا ذهب يوم ذهب بعضك) فالحرص على الوقت مطلوب في حياتنا وهو أغلى من الذهب الذي يسعى إليه بنو آدم وينشدون الحصول عليه. وندرك جيداً أن الحياة عابرة واستغلالها أمر حتمي .ولهذا فإن الإجازة الصيفية يجب أن نضع لها خطة إستراتيجية للقضاء على الفراغ الذي سوف يعيشه فلذات أكبادنا ونحن مسئولون عن ذلك بدرجة أساسية ومثلما كنا حريصين أيام دراستهم في تهيئة الأجواء لهم فالحرص منا الآن أوجب بأن نجعل هذه الأجواء تتواصل في العطلة الصيفية فنحن أمام نعمة عظيمة وسبيل من سبل العمل في مرضات الله عزوجل وطاعته ولكي يكون الفرد قدوة في بيته وأسرته يجب علينا كآباء أن نوجه أبناءنا التوجيه الصحيح لكي يكون الشباب هم العماد الصحيح للمستقبل والحريصون على تنمية مجتمعهم وجعله قوة ضاربة بوقائع دامغة مدارها وجوهرها طاعة الله وليس مجرد شعارات ترفع لاتسمن ولا تغني من جوع ،فالأبناء أمانه في أعناقنا . قال الله عز وجل في محكم آياته في سورة القصص في آية (77) (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولاتبغ الفساد في الأرض إن الله لايحب المفسدين) .. ….ونهاية الهمسة نضع أمام الجميع مسئولية أن الفرد يجب أن يعلم أنه في رحلة مؤقتة في حياته الدنيا وهي الفانية بكل تأكيد فعليه أن يكون حذراً من الانزلاق الذي قد يؤدي به إلى الهاوية ولهذا لزمه أن يتقي الله في كل تصرفاته في بيته وعمله وأينما وجد وفي مجتمعه ،وبتقوى الله نرتقي بأنفسنا إلى محبة الله ورسوله صلوات الله عليه ،قال الله تعالى( ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب) وقال تعالى (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)فهل أخلصنا في تقوى الله تجاه أسرتنا ومجتمعنا ، فيا ترى كيف ستكون الإجابة ثلاثية العناصر؟