فتحت نافذتي، حاولت أن أرى الحياة بعيون قلبي، فتوالت نسمات الهواء العليل توقظ قلبي ليرى، فهي تعرف تماماً أن الجمال فقط هو ما يستطيع أن يوقظه ..ففتح عيونه بتثاقل، و أطلق ابتسامة للنسمات لتزيد عذوبتها .. ابتسامات القلوب ترفع من وتيرة العذوبة و الجمال في الحياة حولنا .. أما البحر فله سحر خاص يجعل قلبي يضحك حد القهقهة، حاولت عيوني تتكئ على أمواجه قليلا و تتراقص مع مده وجزره، و صوت قلبي يعلو بالضحك و السعادة، فجأة انقطع الصوت وسمعت تنهيدة بمجرد أن سمعت صراخ أحدهم يبكي، ويصدر نحيباً تقطع له قلبي، و بدأ يهبط و يصعد و دموعي تتساقط بغزارة، و أخذت أتلفت لأرى من صاحبه .. فإذا بي أراه .. نعم إنه هناك متكوم على عظامه البادية من شدة الضعف و النحافة وشعره متهدل على كتفيه، و يصدر ذلك الصوت التي تبكي له السماء ..قلبي غادرني ليحضن ألمه .. و أخذ يدعو له ليخفف عنه، فإذا برجل متوسط العمر جاء إليه و أخذ يكلمه؛ فرفع رأسه و تبين لي فيما بعد أنه مجنون ..سمعت أحدهم ينعته بذلك، و بدت تصرفاته كذلك .. قام من مكانه و هو يصفق و يتقافز .. لم أصدق عيوني أن كل ذلك النحيب الذي أبكى قلبي كان له .. أي حزن يكتنفه قلبك الصغير.. أغلقت نافذتي و ظلت نافذة قلبي مفتوحة على السماء تبكي ذلك الاجذب و تدعو له بحرارة