استطاع أبناء حضرموت المنتشرون في شتى بقاع العالم أن يمثلوا بلدهم خير تمثيل فهم أضحوا ساسة مؤثرين وتجار مبدعين ودكاترة ناجحين و مواطنين صالحين في مناطقهم التي هاجروا إليها وأخذ الكثير منهم جنسيتها . صحيفة 30 نوفمبر تجري اليوم حوارا صحفيا مع أحد أولئك السفراء الذي هاجر من اليمن إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية بعد أن أكمل دراسته الثانوية وهناك أكمل تعليمه وتميز في عمله حتى أصبح بروفيسورا في الهندسة المدنية ومحاضرا بأحد جامعات ولاية برلين ومساهما فاعلا في المجتمع الذي يعيش فيه . ضيف الصحيفة هو البروفيسور الألماني عبدالحكيم عبدالرحمن محمد عمر بازرعة ابن منطقة الرشيد بدوعن حضرموت الذي تم اللقاء به في مدينة المكلا بعد مشاركته في مؤتمر ( تيدكس المكلا ) . وإليكم محطات بارزة من حياة البروفيسور بازرعة : حوار / نبيل عبدالله بن عيفان – تصوير / رشيد بن شبراق * بروفيسور في الهندسة المدنية وأستاذا جامعيا في الجامعة التقنية بألمانيا الدكتور عبدالحكيم عبدالرحمن محمد عمر بازرعة غادر اليمن بعد أن أكمل دراسته الثانوية واستطاع وهو بألمانيا أن يكمل تعليمه ويكون فردا ناجحا في مجتمعه الذي يعيش فيه وهي ميزة عُرف بها أكثر أبناء حضرموت المهاجرين في الخارج . الدكتور بازرعة يعمل دكتورا في الهندسة المدنية بالجامعة التقنية بألمانيا ويعمل في مؤسسات بحثية متخصصة ومكاتب هندسية . أصول الدكتور بازرعة تعود لمنطقة الرشيد بمديرية دوعن وهو متزوج ولديه ثلاث بنات وولد . عائلة الدكتور بازرعة عائلة علم فهو متزوج من ابنة عمه والتي تحمل شهادة الدكتوراه في أمراض الدم والباطنية . الدكتور بازرعة يقول بأن العرق الحضرمي التجاري مازال يضرب فيه فهو لم يستطع مقاومته حيث عمل بمهنة التجارة أيضا إلى جانب أعماله السابقة ويصفها بمهنة الأجداد .
* تيدكس المكلا وانبهار البروفيسور بازرعة زيارة الدكتور بازرعة لمدينة المكلا كانت بعد دعوة وجهت له من الشيخ عبدالله أحمد بقشان لحضور مؤتمر تيدكس المكلا الذي أقيم يوم الخميس 15/1/2015م وعن زيارته ومؤتمر تيدكس يقول البروفيسور بازرعة : ( أولا أتقدم بالشكر الجزيل للشيخ عبدالله أحمد بقشان على دعوته لنا كحضارم في المهجر للمشاركة في المؤتمر العالمي تيدكس وقد كنت متردد ا كثيرا في الحضور بسبب الانشغالات والوقت أولا ثم التساؤل الذي طرحته على نفسي وهو ماذا سأرى في هذا المؤتمر ؟ وبعد حضوري للمؤتمر ذهلت ذهلت ذهلت قلتها ثلاث مرات من جميل مارأيت فهناك التنوع في البرامج والنماذج الرائعة وخاصة منها made in yemen صنع في اليمن . ويضيف البروفيسور بازرعة : ( تيدكس أعطانا تفاؤل كبير بمستقبل مزدهر لليمن فما رأيناه من كوادر تؤكد أننا قادرين على العطاء ولانختلف عن غيرنا سواء في أوروبا أو غيرها من القارات فالجميع بدأ من الصفر وبالثقة والإصرار والطموح وصل للمأمول ، وكمثال لذلك فالدولة العظيمة ألمانيا في عام 1945م كانوا لايجدون الخبز ليأكلوه وهم الآن من أقوى دول العالم ، فبالعمل الدؤوب مع الثقة نحقق الآمال . * من هي الشابة المسلمة المحجبة التي نالت المرتبة الأولى في الثانوية العامة وكُرمت من السلطات العليا ببرلين ؟ . نجاح الدكتور بازرعة لم يقتصر عليه وزوجته فقط فالنجاح والتفوق امتد لأولاده أيضا حيث استطاعت الشابة المسلمة المحجبة سحر عبدالحكيم بازرعة الابنة البكر للدكتور أن تحقق نجاحا باهرا استحقت به التكريم من أعلى السلطات في ولاية برلين الألمانية حيث حققت الدرجة الأولى في نتيجة الثانوية العامة على مستوى الولاية وردا على سؤالنا عن سحر وتفوقها قال الدكتور بازرعة : ( سحر هي ابنتي الكبرى وبحمد الله تحصلت على المرتبة الأولى في امتحان الثانوية العامة على مستوى ولاية برلين الألمانية وكان هذه النتيجة فخر لي ولحضرموت ولليمن عامة وللجالية الإسلامية كلها في ألمانيا . كانت فرحتي كبيرة بهذه النتيجة وفخر لي أن يتم تكريم شابة مسلمة محجبة من قبل الألمان لكن تكريمها من قبل أهلها كان أكثر تأثيرا فينا حيث كرمها الشيخ عبدالله أحمد بقشان في حفل عام في ألمانيا . لم يكن هذا التميز هو الأول لسحر فقد حصلت من قبل على جائزة القرآن الكريم الكبرى في فرانكفورت عن خمسة أجزاء ممثلة عن ولاية برلين ، وفازت أيضا بجائزة الأدب للشباب في ألمانيا عام 2008م . ابنتي سحر – حفظها الله وبارك فيها – كانت تحب القراءة وترفض أن يتم تلميعها أو مدحها فهي تقول لم أصل لشيء نهائيا ومن تكون هذه صفاته يحقق الدرجات العالية . * خور المكلا والبيئة أبرز ملاحظات الدكتور بازرعة يقول الدكتور عبدالحكيم بازرعة بأن آخر زيارة كانت له لمدينة المكلا في عام 2002م وعندما عاد الآن في عام 2015م انبهر بما رأي من تغير كبير في مدينة المكلا خاصة خور المكلا ، غير أن مالفت انتباهه هي مياه الخور الغير نظيفة فيقول : آخر زيارة لي لمدينة المكلا كانت في عام 2002م وعندما عدن إليها الآن وجدت اختلافا كبيرا جدا فالشوارع تغيّرت والمناظر صارت جميلة وبالأخص خور المكلا الذي يتمتع الواحد بالجلوس بالقرب منه ، غير أني رأيت مياهه غير نظيفة وهو مايتوجب علينا الاهتمام به خاصة الجانب البيئي في الحياة . في زيارتي الأولى زرت أيضا وادي حضرموت وعملت من قبل كقائد لفريق تأهيل المدن التاريخية ومن ضمنها مدينة شبام التاريخية بحضرموت . * 1 / 1 /2015م ألمانيا تحتضن اللقاء الأول لأبناء حضرموت برعاية الشيخ بقشان تحتضن جمهورية ألمانيا الاتحادية بأرضها الكثير من اليمنيين غير أنه لايوجد تكتل أو جالية تجمعهم وهو نفس الحال لأبناء حضرموت المقيمين بألمانيا فلايوجد كيان يجمعهم غير أن الشيخ عبدالله بقشان استطاع في 1/1/2015م أن يجمع أبناء حضرموت في لقاء واحد ، وفي هذا الإطار قال الدكتور بازرعة : ( للأسف لايوجد تكتل أو ملتقى أو أي شي يجمع الحضارم أو اليمنيين في ألمانيا ، وجزاه الله خيرا الشيخ عبدالله بقشان عندما زارنا استطاع تجميع الحضارم في لقاء عام في 1/1/2015م وبحمد الله تعرفنا على الكثير بالرغم أن بعضنا من نفس المدينة لكن لانعرف بعضنا نهائيا وهي طبيعة الغربة فالكل مشغول ولا توجد مناسبات لنجتمع فيها ماعدا بعض اللقاءات العابرة التي تكون لأهل الحي كاللقاء في المسجد مثلا ) . ويضيف الدكتور بازرعة : ( إن شاء الله سنسعى ليكون لنا كيانا نتعارف من خلاله ونحل مشاكلنا ونناقش قضايانا وهكذا ، وقد بدأت مبشرات جيدة فقد أخبرونا في السفارة اليمنيةبألمانيا بأنهم يعملون حاليا إلى إنشاء جالية يمنية في ألمانيا و أشركونا فيها وإن شاء الله ترى النور قريبا .