من تحَالفَ معَهُ كانَ بأمان , ومن تخلَّف عن ركبِهِ جرَّ أذيالَ الهزيمة , والحصانة القضائيَّة التي منحت للرئيس علي عبد الله صالح , هي التي جعلتهُ يطَغَى بعدَ ظنَّ أنَّه عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى , و تركتْهُ (حيَّةَ تَسعَى) , عَمِلت وتَعمَل كي تستعيدَ سِيرَتَهَا الأُولَى . الواضح في الساحة أنَّ وصفَهُ ب (الراقصِ على رؤوس الثعابين) كانَ دقيقاً , ومن ظنَّ أنَّ مثل هؤلاء سينتهي بمجرَّد التوقيع على قرار التنحِّي كانَ مخطئاَ , فقد أعدَّ واستعدَّ لمثل هذا اليوم منذ تنحِّيهِ عن السلطة وقد جَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى , ولم يكن الجيش في عهدِهِ سوى مليشيات تخدم شخصه , ومليشيات تعمل لحماية أحزابٍ وجماعاتٍ بعينها كانت موالية له وتقوم بمساندته . كان الحوثيون هدفاً لمرماه عندما كان متحالفاً مع الأخوان في حزب الإصلاح , وأصبح الحوثيُّون رميةً على من كانَ يرميهم , و قد جعلَ الأخوان من أنفسهم هدفاً حينَ أجبروه على التنحِّي عن السلطة , وأصبح اللواء علي محسن بعد مساندته للإخوان طريدا شريدا , فقويت شوكة الحوثيين بقوَّة صالح وانقلبت الأمور رأساً على عقب , فأصبح المتمردون حكَّاماً .. والحكَّامُ متمردين . الواقع يشير إلى أنَّ المخلوع سيبقى ليثبتَ لخصومِهِ من السَحَرةِ السياسيِّين بأنَّه ( ربُّهم الأعلى ) ماداموا قد آمنوا بثورة خلعِهِ قبلَ أنْ يأذنَ لهم , وسيبقى راقصاً على رؤوسهم ك حيَّةٍ تسعى .. إلى أنْ يُلقَى السحرةُ سُجَّدا .