عاما مضي على فراقك يا من جعل الله بيننا مودة ورحمة لبت نداء ربها قبل نحو عام بعد حياة زوجية مثالية لنصف قرن من الزمان خمسون عام لم نفترق خلالها الأ لبعض الايام ولامر ضروري . اقترنة بها بعد معركة شرسة مع قبيلة بني حاسد إذ كان والدها رحمة الله التقي الثري الكريم السخي الخلوق ناظر عموم القبيلة ومن كبار التجار والاعيان على مستوي السودان , وكانت لم تكمل ربيعها الرابع عشر ولكنها كانت مكتملة عقلا وادارة منزلية .وكنت فى الرابعة والعشرين من عمري . فانقسة قبيلة بني حاسد الى فريقان – فريق يحسد ذلك الشاب المنحدر من اسرة فقيرة للاقتران بابنة ذلك الرجل , وفريق يحسد تلك الفتاة التى استحوذت على قلب ذلك الشاب الوسيم المهذب الانيق صاحب افخم متجر لبيع الاقمشة النسائية والرجالية والراديوهات والمسجلات والساعات وسط السوق بمدينة بورتسودان , واصدقائة وعملائه كبار المسؤولين والعائلات الكبيرة بالمدينة , وسمعته الطيبة وشهرته في التعامل والاخلاق تملا الافاق. ويمتطي سيارة اخر موديل وتنهال عليه العروض للزواج من عدة جهات وزاد على ذلك انه جهز سكن مستقل تماما عن الاهل الامر الذى لم يتاح لبقية فتيات الاسرة , اذ كان حسب العرف والتقاليد انذاك زوجة الولد تسكن مع اهله فى بيت مشترك لكل الاسره ويخصصوا لها غرفة بحوار المطبخ لتقوم باعداد الطهي والطعام لكل الاسره لانها زوجة الولد . اما المرحومة فقد حباها الله بالزوج المثالي من كل النواحي فانهالت عليها عيون بني حاسد بشدة ولجانا للمشايخ والفقراء ونصحون بتلاوة القران والتصدق وظلت تلك العيون تلاحقنا حتى اخذ الله امانته . رحمها الله وجعلها واحدة من الحور العين فى الفردوس الاعلي مع والديها ووالديي وزوجها وجميع امواتنا واموات المسلمين اَمين . فقد ورثت من والدها حسن الخلق والتسامح وتعرضه لاساءات ولطمات ولكمات من داخل الاسرة ومن خارجها لكنها لم ترد علي اي منهم و لا تعاملهم بالمثل على الاطلاق بل لسان حالها يقول (خليهم لي الله ) وبذلك طبقة وصية سيدنا لقمان لابنه (اذ قال يابني لا تذكر اساءة الناس اليك ولا تذكر احسانك الى الناس ) . وكذلك بالنسبة لي فقد طبقة القول (السعيد من تزوج بامراة كثيرة الحياة قليلة الكلام حسنة الطهي ) وهذه فعلا من صفاتها – رحمها الله و كفانا شر الحاسدين والحاقدين – امين فقد ثبت ان الحسد يصب الفرد ويصيب الزوجين ويصيب الاسرة ويصيب المؤسسة الناجحة ويصيب المهني الناجح ويصيب القرية او المدينة بل ويصيب القطر برمته – حفظ الله السودان من شر الحاسدين .