كان أسلافنا يعرفون الصواعق ويحذرونها، ويتربصون مواسمها ويعرفونها، ويسمعون عن ضحايا الصواعق فيسلمون الأمر لقضاء الله وقدره، فأي صواعق تدور في سماواتنا في هذا الزمان، ومن لنا بمعرفة مواسمها وأوقاتها، لقد صرنا نطأطئ رؤوسنا ونحني رؤوسنا لأدنى أزيز طائرة نسمعه لأنه أعظم في قلوبنا من صوت الصواعق إذ إنه يحمل في طياته الموت المحقق . لقد كانوا يقذفوننا بأوصاف تشكك بأحقية وجودنا على أرضنا فنحن هنود وباكستانيون وصواميل، ويبدو أنهم قد صدقوا طقعتهم هذه لكثرة ما رددوها سرًا وجهرًا فإذا أرضنا تصبح كأراضي أولئك الأقوام، وصنعوا لنا توأمة بين حضرموت ووزيرستان، والفرق هو أن ذلك الإقليم الباكستاني يوصف بمنطقة القبائل، أما نحن فأحرى بأن نوصف بمنطقة الهبائل بسبب هبالة سكوتنا واستسلامنا لما في يجري في أرضنا وسمائنا . لقد حسدونا على سمائنا واشتاقوا لدمائنا بعد أن استنفذوا نهب البر والبحر في طول وعرض بلادنا الحضرمية فلم يبق إلا السماء والإنسان الحضرمي نفسه الذي يعد دمه أرخص الدماء اليمنية، وها نحن ننكص على أعقابنا فبينا نأمل في رجوع ثرواتنا – أو هكذا نظنها – إذا نحن الآن نطالب باحترام دمائنا، كنا نطالب بالعدالة والمساواة واليوم لا يسعنا إلا أن نطالب بالرحمة وأننا نستحق الحياة لا غير .