ذكرت الأخبار أن وزير الصحة العامة والسكان وعلى هامش مشاركته في اجتماعات الدورة ال59 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية المنعقد في القاهرة بحث مع مدير مستشفى 57357 لعلاج سرطانات الأطفال إمكانية إقامة علاقة تعاون بين المستشفى والمركز الوطني لعلاج الأورام في اليمن. واتفق الجانبان على معالجة الأطفال اليمنيين المصابين بأورام سرطانية ممن يحتاجون إلى علاج بالإشعاع مجانا في المستشفى المصري لعلاج سرطانات الأطفال بالقاهرة بناء على تقرير طبي من المركز الوطني لعلاج الأورام في اليمن. ولا يسعنا على هذا الخبر إلا أن نقول شكراً سيادة الوزير .. من باب لا يشكر الله من لا يشكر الناس .. ولكن من المعلوم أن هذا المستشفى المتخصص لسرطانات الأطفال تم إنشائه من أموال رجال الأعمال العرب كل العرب يعني قام على التبرعات على أن يكون مستشفى مرجعي لسرطانات الأطفال ويعالج جميع مرضى السرطان من أطفال الوطن العربي بشكل عام وليس أطفال مصر فقط . ولأن أطفال اليمن في الدرك الأسفل من الطفولة العالمية والعربية تناقلت وسائل الإعلام اليمنية هذا الخبر وكأن وزير الصحة اليمني قد حقق معجزة بهذا الاتفاق .. بالرغم أن هذا حق لأطفال اليمن المصابين بالسرطان ولا يحتاج إلى أتفاق مسبق أصلاً . هناك سؤال بسيط يطرح نفسه .. ماذا يجب على الأسرة ( الحضرمية ) مثلاً إذا كان لديها طفل مصاب بالسرطان أن تعمل للوصول والعلاج في المستشفى 57357 لعلاج سرطانات الأطفال بمصر العربية ؟!..الحمد لله أنني لم أتعب نفسي في البحث عن الجواب .. فالجواب موجود في نص الخبر .. والذي يقول أن العلاج في هذا المستشفى المصري ( العربي ) مشروط بتقرير طبي من المركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء !!.. ( يعني ما شي عذر من صنعاء !!) وبكل تأكيد هذا المركز لن يتجاوب مع أي حالة قادمة من خارج العاصمة صنعاء إلا عن طريق تقرير اللجنة الطبية بالمحافظة .. واللجنة الطبية بالمحافظة لن تنظر في أي حالة إلا بعد موافقة الطبيب المختص .. وهنا تكمن المشكلة!! الطبيب المختص لا يمكن أن يعطي تقرير للعلاج في الخارج إلا بعد أن يطبق كل النظريات والتجارب العلاجية على المريض ويحاول .. ويحاول .. بكل شطحاته ونطحاته !! وعندما يفشل سوف يكتب التقرير!!.. والتقرير هذا إلى أين ؟!! الجواب إلى المركز الوطني لعلاج الأورام بالعاصمة صنعاء .. إذا ( لابد من صنعاء وأن طال المرض )!! وهناك في المركز الوطني سوف تكون وجهاً لوجه مع سرطان الفساد والاتجار في التقارير الطبية المصرحة للمرضى بالسفر للعلاج بالخارج .. وفي رحلة الشقاء هذه يكون الطفل المريض قد استفحل فيه المرض أو فارق الحياة. ومن المعروف أن محافظة حضرموت تعج بالأطفال المرضى بالسرطان .. الكثير منهم لم يجتازوا اختبار القبول للسفر للعلاج في الخارج !! (هذه ليس نكته بكل تأكيد ) .. هناك الكثير من الأطفال لم يسمح لهم بالسفر للعلاج بالخارج لأن وجودهم وعلاجهم ( واحتجازهم ) داخل المحافظة يجعل منهم (كمبارس) لمسرحية طبية هزلية أسمها (علاج سرطانات الأطفال في حضرموت ) هذه المسرحية بطولة أطباء لا يفهمون حاجة في سرطانات الأطفال !!..ولا يوجد متخصص واحد لهذا المجال في المحافظة.. ووجود هؤلاء الأطفال (الكمبارس) على خشبة المسرح مهم ليستمر العرض .. ويتواصل الزحام على شباك التذاكر .. وبهذا الاستمرار يبقى (بوستر) العرض المسرحي ملصوق على جدار حب الظهور يستعرض وجوه البطولة البيزنطية لأطباء فقدوا إنسانيتهم وتحجرت قلوبهم .. فهي كالحجارة أمام قسوة هذا المرض المرعب ( وإن من الحجارة لما يتفجر منها الماء ) صدق الله العظيم نسأل الله العفو العافية.