قضية الجنوب وحضرموت قضية عادلة ومطلب شرعي وضرورة حياتية فلم تستقم حياة الناس منذ ولوجهم في المغامرة السياسية غير المحسوبة والتي اكتنفها الحماس وغلبت عليها الشعارات فكان ما كان ولأجل ذلك تنادت مكونات متعددة لإعطاء هذا الشعب حقه ومايستحقه في وحدة فشلت في أن تحقق أدنى مطالب العدالة والمساواة . ومع أن اختلاف المشارب في الثورات ربما يكون محمودا مع وحدة الهدف ودون تصادم وتناحر إلا أن المشاهد بإنصاف لحال مكونات الحراك والمطالبين بالفكاك يرى بوادر شقاق قبل جني الثمرة ومظاهر عنف قبل الحكم : إلام الخلف بينكم إلاما؟ وهذي الضجة الكبرى علاما؟ وفيم يكيد بعضكم لبعض وتبدون العداوة والخصاما؟ إن نقد الذات تقييم للمسيرة وتصحيح للاعوجاج وإلا فهي الحالقة فتذهب الجهود هدرا والدماء رخصا وتصح نبوءة صالح من أن لا مجال لاجتماعنا ولا خوف من ضجتنا . صحيح هناك مؤامرة تحاك وأموال تتدفق وذمم تشترى لكن لا نريد أن يكون ذلك شماعة لتبرير الحال والرضا بالمآل . لماذا لا يقبل بعضنا بعضا وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ؟ لم لا يقبل الأخ من أخيه خلافا لا يضر بجوهر القضية ؟ لم الاستفراد ودعوة الوصاية وكأنه ميراث يوزع أو كنز يقسّم؟ إن الغير الذي نقصده ليس الخائن للقضية أو الذيل لغيره أوالببغاء لأسياده بل أولئك الذين يشاركون الهم ويقاسون الغم ويرغبون في تغيير الحال وتقرير المصير . قد نختلف في التفاصيل وسلم الأولويات وأساليب العمل الثوري وطرق الإقناع لكن الهدف واحد ، فلم لا نجتمع ألم يحن بعد وضع حظوظ النفس جانبا ؟ وقد رأينا عواقب الفرقة ونهاية التشرذم ، إن اليد الواحدة لا تصفق وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، فلنتفق في الجوهر وليعذر بعضنا بعضا في التفاصيل ثم إذا حصل المراد فلكل جمهوره ومشروعه والصندوق الحكم .