الحمدلله وبعد طول هم انفرجت تلك الكربة التي اكتسحت وجوه جميع شباب الربيع العربي وانقشعت تلك الغمة التي جثمت على صدور شباب العربي والحمدلله ان زالت كل تلك المخاوف من عودة فلول النظام المصري المخلوع الى سدنة الحكم بقيادة المرشح الرئاسي شفيق هنا اتسائل هل علينا ان نمرر هذة التجربة دون ان نستقرئ فنائها وان نبحث في دهاليزها ونسبر اغوارها فنتمعن لنأخذ العبرة والعظة مما حدث ؟؟؟ ومن هذا المنطلق اكتب اليوم عن موضوع شائك لطالما لم يلتفت الية الجميع او لم يعره حق قدرة من الاهتمام بالرغم من اهمية هذا الموضوع وخطرة على الثورات ومستقبل الشعوب التي تتوق الى التحرير والتطور والبناء ويمكن ان نخلص هذا الموضوع بعبارة واحدة الا وهي (الثورات المضادة وخطرها على مستقبل الشعوب ) فما معنى الثورة المضادة ؟؟ وما هي ادواتها؟؟ وما تأثيرها في مستقبل الشعوب ؟؟؟؟؟ كلها اسئلة تحتاج لإجابة وسأحاول الاجابة عن هذة الاسئلة مع امثلة ان شاء الله في التالي :
(معنى الثورة المضادة ) هي اي حركة انقلابية تعمل على حرف مسار الثورة الشعبية التي اسقطت نظاما دكتاتورياً في محاولة لإعادة نفس ذلك النظام الساقط بصورة او بأخرى يقوم بها اما فلول النظام الساقط او اي جناج ثوري يحاول الاستفراد بالقيادة ليمارس ما كان يمارسه النظام الدكتاتوري الساقط من قبل الشعب ...
وتتعدد صور الثورات المضادة وهي كثيرة لا حصر لها انما تتلخص نتيجتها في انها تعمل على انتاج نفس الانظمة المستبدة وايضاً تحرف مسار التحرير والتطوير الذي ارتضته الشعوب وضحت لأجله بقوافل الشهداء والجرحى والمآسي الطوال .............. ولمجرد التقريب للفهم سأذكر صورتين من صور الثورات المضادة والتي كادت احداها ان توقع بثورة من اهم ثورات الربيع العربي لتشكل فاجعة مأساوية قد تحتاج الشعوب لسنين حتى تستفيق من هول الكارثة فإليكم بعض صور الثورات المضادة
دعونا نذكر الصورة الاولى التي حصلت في مصر قبل اعادة الانتخابات فالذي حصل في مصر ان الاخوان المسلمين امتطوا جواد السلطة ولكنهم بالخطئ لم يراعوا حال الشعب المنفتح للحرية فشرعوا بالممارسات التهكمية والدكتاتورية فور حصولهم على مقاعد الاغلبية في البرلمان واخطئوا في الكثير مما جعل اطيافاً كبيرة من ابناء الشعب المصري تتضايق من هذة الممارسات التي كان تأثيرها في نهاية المطاف انها احدثت شرخاً في الجدار الثوري ما فتئ يتنامى ويكبر .
هنا بدأ الخطاً من الاخوان المسلميين وأيضا في الطرف من الجدار الثوري المؤلف من الليبراليين وغيرهم خطأهم انهم لم يتنبهوا بانة مازال خطر فلول نظام حسني موجود وبقوة بل شرعوا بمهاجمة الاخوان المسلمين واشعلت نار الفتنه ودامت حلبات الصراع هنا وهناك وعلى حين غرة لملم نظام المخلوع حسني اشتاتة المتمزقة تحت قيادة شفيق ودخل المسرح السياسي وبقوة وحدث ما حدث
اذاً كان سيناريو مصر شقاق بسبب تعنت بعض اطراف في الثورة بينما تتعمد الاطراف الاخرى مجابهتها ومحاربتها ويترك الجميع بقايا النظام تلملم اشتاتها وتعيد الكر والفر مع جموع الشعوب الثائرة ...... المهم دخل الاخوان المسلمين الانتخابات وجولات الاعادة بينما تلكئ الطرف الاخر بالثورة الزائدة الغير منطقية وقاطع الانتخابات ولكن الغريب ان المقاطعين تقطعت انفاسهم عندما رأوا قوة وزخم الفلول فتوقفت انفاسهم عندما شعروا بالخطر المحدق الذي قد يقلب ميزان كل التضحيات راساً وبين عشية وضحاها سيعود السفاحين والقتلة الى سدنة الحكم والحمدلله انهم لم يعودوا واتمنى ان يأخذ الشعب المصري العبرة والعظة مما حدث .....
اما الصورة الثانية فهي في اليمن ومازال خطرها محدقاً فبعد ان طوعت الثورة خطئاً الى المسار السياسي الصعب الطويل من قبل احزاب اللقاء المشترك وبغباء قامت الاطراف من الليبراليين والحوثيين بترك النظام ومجابهة احزاب اللقاء المشترك فاكتضت الساحة الثورية بالصراع الذي طائل منة وبغباء تم ترك بقايا نظام صالح تسرح وتمرح وتخرب محطات توليد الكهرباء وانابيب النفط ولم يستفق هؤلاء فمازالوا في نطاحههم المعهود وبإصرار يدخلون الشباب المستقل معهم وسط الدوامة فتراهم يطوعون اولئك الثلة القليلة من الشباب الوطني لأجندتهم او يتخذنوهم كستار فقط بينما يتم اللعب وبشراسة من تحت الطاولات فهل سيعي الشعب اليمني ان نظام صالح لم يسقط وان بقاياة مازالت قوية ومتماسكة وتمتلك الكم الهائل من القوة الشعبية والمالية والعسكرية ؟؟؟
(اداوت الثورات المضادة واساليبها ) لا تستطيع اي ثورة مضادة ان تتقدم مالم تحدث شرخاً في جدار الشعوب التواقة الى التحرر فان احدثت هذا الشرخ عملت على توسيعه وفتح عدة ثقوب في نفس الجدار الواحدة تلو الاخرى حتى يتم اسقاط لحمة الشعب ووحدتة ضد النظام الدكتاتوري واهم ادوات الثورة المضادة تتلخص في التالي : 1_ الاعلام : قد لا تستغرب ان وجدت نظاماً دكتاتورياً يقاتل بشراسة عن مبنى قناة اعلامية او مؤسسة صحفية ويستميت في السيطرة عليها اكثر من استماتته على الحفاظ على الوية عسكرية تابعة لة لان الانظمة الدكتاتورية تعلم ان اول واهم وسيلة للثورة المضادة هي الاعلام فبواسطته يتم نشر الفتن والقلاقل وتوسيع بهرجها وبواسطته تتم نشر الاشاعات وغيرها وللاعلام وتراكم مفعول قوي في خلخلة الجدار الفكري للشعب الثائر ولو تذكرنا ان اصالح بعد ان سقطت عمد على انشاء قناة خاصة بة وافتتح الكثير من القنوات وقاتل عن بعضها وبشراسة مثل مؤسسة صحيفة الجمهورية فلما يقاتل الا لانه يعلم دور الاعلام في الثورة المضادة .. 2_ زرع المندسين في صفوف الثورات : بعد ان تسقط الانظمة الدكتاتورية تتعمد دس عبيدها في صفوف الثورة وقد تجد بعضهم يتحول الى ثوري ومن الطراز الرفيع ولكن ان تتبعته تجدة يحاول ان يوجة الثورة ضد اي طرف ثوري فيبدا الهرج والمرج في صفوف الثورات حتى تتهتك ويتخلخل بنائها .. 3_ محاولة النظام الساقط اعادة نفسه دبلوماسياً : وهذه تحدث ان يحاول النظام الساقط اعادتة نفسه عبر حبال وطاولات التوازنات السياسية خصوصاً في البلدان التي تلعب فيها دول تكتلات القوى الدولية دوراً بارزاً وكمثال منها اليمن وهي حدثت في خريطة المبادرة ويعاد نفس السيناريو باسم الحوار والتوافق ..........
4_ النزعة الى التخريب : وهذه ان تحاول فلول النظام الساقط استهداف الخدمات الضرورية وتقاتل على اعدامها عبر قوتها المعروفة مما يزيد من ضائقة الشعب حتى يثور على بعض الوطنيين الذين وصلوا الى الحكم بعد سقوط النظام فينقلب الشعب على هؤلاء ويعود هو بعد ان يلملم اشتاته ويستجمع قواه.
في الاخير ستلاحظون ان صالح مارس كل هذا فكرس الاعلام للفتن وزرع المندسين فكل كتائب الامن القومي التي كانت تنتشر في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي اختفت والأكيد انها اصبحت ثورية ومن الطراز الاول توجه عصاها ضد بعض الشرفاء الذي يحاولون الاصلاح ومازال صالح يناوب على اعادة اساليب الثورة المضادة من زرع للفتن والحروب والتخريب هنا وهناك ويستخدم نفس الوسائل السابقة التي ذكرت .. (تأثير الثورات المضادة في مستقبل الشعوب ) بما ان الثورات المضادة تتوجه بأسلحتها الى لحمة الشعب ووحدته واجتماعه فتنشئ الشقوق تلو الشقوق وتفتت عضد الشعب الثائر حتى يصارع بعضة بعضاً وهنا يكون امام بقايا الانظمة الدكتاتورية فترة سامحة لتستعيد قواها للعودة من جديد وذلك لان اسلحة الشعب الموجهه ضد النظام الدكتاتوري اصبحت تستخدم في النطاحات والصراعات بين اطياف الثورة لتكون النتيجة سقوط الشعب وعودة الدكتاتورية والدكتاتور مجدداً
فارجوا ان نأخذ العبرة والعظة وان لا نتناسى انه لم تستكمل الثورات ومازال هناك فرص لإعادة الدكتاتوريات ان تركناها تغيب عن اعيننا لمجابهة بعضنا البعض .