تمتاز المدن الساحلية ذات الموانئ الدولية باشتغال الكثير من أبنائها في المجال البحري من ملاحة بحرية واصطياد وبيع وشراء أسماك وغيرها ، وهو النسق السائد في كثير من مدن الموانئ في العالم . هذا الامتياز موجود في محافظات اليمن كمحافظة عدنوالحديدة فكثير من أبنائها يعملون في مجالات البحر وبالأخص في مجال الملاحة البحرية فهم يسيطرون على مراكز الملاحة البحرية في محافظاتهم كإدارة الموانئ وأعمال الشركات الملاحية والتجارة الدولية عبر البحر ، وكذلك أعمال الاصطياد وتجارة التصدير . في محافظة حضرموت الوضع مختلف تماما ، فهم في مجال الاصطياد بالآلاف خاصة أبناء المدن الساحلية كالمكلاوالشحر ومدن شرق ، إلا أنهم في المجالات الملاحية البحرية لايوجد منهم إلا القليل . القباطنة والمهندسين البحريين : مهنة الملاحة البحرية وبالأخص في مجال الإرشاد والقيادة للبواخر أو الهندسة البحرية هو أبرز المهن التي يغيب عنها أبناء محافظة حضرموت رغم أن بها ميناء دولي هو ميناء المكلا وموانئ اصطياد كميناء الشحر وميناء شركة أسماك اليمن مرافئ أخرى كمرفأ القرن وقصيعر ، وهذا الإبعاد لأبناء حضرموت لم يكن بمجرد الصدفة وإنما تفرد به أبناء محافظة عدن في زمن ماقبل الوحدة ، وفي زمن مابعد الوحدة دخل أبناء الشمال زرافات ووحدانا في هذا المجال ، ومازال أبناء حضرموت مغيبون عنه ، وبالتالي فلا يوجد من أبناء محافظة حضرموت قباطنة بحريين أو مهندسين ماعدا مجموعة قليلة جدا ابتعثوا للدراسة في هذا الفن عند تواجدهم في محافظة عدن أو إقامتهم فيها . الأكاديمية البحرية بالاسكندرية : (الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ) بمحافظة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية ، وهي الأكاديمية التي نشأت فكرة إقامتها كمعهد إقليمي للنقل البحري في اجتماعات لجنة المواصلات بجامعة الدول العربية في 11 مارس عام 1970 . و بدأت الأكاديمية نشاطها بمقر مؤقت بمدينة الإسكندرية في 28 فبراير 1972 ، وقد أرسل اليمن الجنوبي سابقا مجاميع من أبناء محافظات الجنوب للدراسة في هذا المجال إلا أن محافظة حضرموت لم تلقى أي مقعد من هذه المجاميع . وفي الوقت الحالي يدرس بالأكاديمية مجاميع كبيرة من اليمنيين من أبناء المحافظات الساحلية وبالأخص من محافظة عدنوالحديدة عبر مؤسسات الموانئ أو الشركات النفطية أو بعض الشركات التجارية العاملة في هذا المجال كشركة عبر البحار التابعة للعيسي ، ولا يمثل حضرموت في هذه الأكاديمية إلا مبتعثان من مؤسسة موانئ البحر العربي اليمنية هم القبطان مراد شلشل والطالب صالح القعيطي ، ومبتعث وحيد على حساب الشيخ عبد الله بقشان هو الطالب صدام التميمي ، وإن وجد غيرهم فستجد أنهم حضارم مقيمين في الخارج . وحسب إفادة بعض المبتعثين فإن أبناء حضرموت يعدون أقلية مقارنة بمحافظات الحديدةوعدن وحتى صنعاء . مستغربين عدم اهتمام المؤسسات الخيرية المتخصصة في مجال ابتعاث الطلاب للخارج أو رجال الأعمال بهذا التخصص ، وأيضا سبب عزوف أبناء حضرموت عنه رغم أنه من التخصصات المهمة جدا لأي منطقة ساحلية ، وكونه يدر دخلا كبيرا مقارنة بغيره من التخصصات ، إضافة لدور السلطات المحلية والمركزية في الاهتمام بتأهيل أبناء محافظة ساحلية في تخصص يخدم محافظتهم ووطنهم .