الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970م الذكري الأليمة في وجدان الامة والتاريخ.. ذلك اليوم الذي لفظ فيها المجد أنفاسه الأخيرة نقشت الماسة في ذاكرة الزمن يوم رحيل المارد العربي جمال عبد الناصر عن دنيانا الفانية وانتقلت الى جوار ربها 52عام من العطاء المتجدد من النضال والتحرير والبناء والعمران من الكفاح، من الحرية. عبد الناصر الزلزال الذي اسقط عنجهية الاستعمار واسقط الطغاة والبغاة وشعاره دوما ارفع راسك يا اخي المارد الذي زلزل الارض تحت اقدام قوى البغي والاستعمار هو من اسقط القوى الاستعمارية هو من عصف بالأنظمة الرجعية هو من هتف يا رب يا عزيز داهية تأخذ الانجليز استنادا للشعار السابق يارب يا متجلي داهية تأخذ العثملي كان من اكثر الشباب حماسا وحيوية وكان انسانا متواضعا فقيرا لا يمتلك من الدنيا مثقال ذرة من مال ولا عمران كان هدفه الاسمى تحرير الوطن العربي الكبير وقلبها فلسطين كانت الحرية والعدالة الاجتماعية والوحدة تجري في دمائه رغم انه من اسرة فقيرة والد عامل بالبريد ليس من الاقطاعيين ولا الرأسماليين لا تتوفر له قوت يومه انطلق في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار شارك في حرب أدرك ساعتها ان تحرير مصر واستقلالها هو الطريق لتحرير الوطن العربي الكبير وقلبها فلسطين بدأ يعد عدته لثورة مصروفي 23من يوليو عام 1952م تلك الثورة التي انتصرت للإنسانية وهبت للدفاع عن كرامة الشعوب وحريتها حيث عملت على اعادة توزيع الملكية للأراضي الزراعية واستصلاح الأراضي البور وتوزيعها للفلاحين والمعدمين وأنشأت ألف مصنع بما فيها الحديد والصلب وبناء السد العالي وانطلقت في تحقيق تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية والتنمية المستقلة وتأميم قناة السويس وتأميم الشركات والمصانع والبنوك الأجنبية والقضاء على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان واعتمدت على التخطيط العلمي الشامل واستخرجت الثروات بحسب احتياج عدد السكان وبنت جيشا قوميا كان السند والمدد للامة العربية والعالم الثالث حيث هب للانتصار للثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر واسقط حلف بغداد الاستعماري وساند ثورة الجزائر وانتصر على العدوان الثلاثي وحرب الاستنزاف واعد الجيش الذي انتصر في السادس من اكتوبر عام 1973م كان عبدالناصر نزيها عفيفا لايمتلك سوى راتبه. كان يمتلك كل الصفات الإنسانية والرحمة ملتزما بالشعائر الدينية بنى مدينة البعوث الإسلامية على مساحة ثلاثين فدان لإرسال الدعاة لنشر الدعوة الإسلامية في افريقيا وبنى عشرة ألف مسجد واشرف على بناء الكنائس وانطلق في تأسيس حركة الحياد الايجابي وعدم الانحياز ومنظمة الوحدة الافريقية التي تطورت الى الاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الافرواسيوي وغيرها من النقابات والاتحادات القومية والعالم ثلاثية اولى العمال والفلاحين جل جهده واعتمد مبدأ الديمقراطية السليمة القائمة على الحريتين السياسية والاجتماعية قائلا "ان الديمقراطية طائر له جناحان الجناح الأول الحرية الاجتماعية والجناح الآخر الحرية السياسية لايستطيع هذا الطائر ان يحلق الى افاق الغد المرتقب بأحدهما او بدونهما وان حرية رغيف العيش هي التذكرة الحقيقة لدخول الانتخابات".. لقد انطلق بمصر والأمة العربية الى افاق العلى وحلق بهما في سماوات المجد والعزة والكرامة وكان بناء الإنسان في اولويات مهامه وتطلعاته باعتبار الإنسان الحر أساس المجتمع الحر وبناؤه المقتدر رحم الله عبدالناصر واسكنه الفردوس انه على كل شيء قدير.