ان مايحدث من تشنجات في المنابر الاعلامية الحزبية او الموالية لا يخدم المرحلة المقبلة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني و لقد حان الوقت أن يعي المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك والحراك والحوثي أنهم اليوم شركاء في البناء بعد أن أصبح شأن الوطن مسؤوليتهم وهذه الشراكة تقتضي منهم الترفع على الصغائر والتوقف عن المنابزات والتجاذبات والمماحكات السياسية والحزبية والابتعاد عن كل ما يؤجج الأحقاد والثارات والخصومات والنوازع الانتقامية مدركين أن ما جرى خلال السنوات الماضية قد حجب عنا حقيقة تراثنا الحضاري إلى درجة نسينا فيها أننا شعب يعتز بتماسكه الاجتماعي وتلاحمه الوطني وانسجامه الثقافي ولأننا في مرحلة مفصلية مع قرب انتهاء الحوار الوطنى والانتقال لمرحلة التنفيذ لمخرجاته فإن الضرورة تستدعي أن نجعل الوطن فوق الأحزاب والأهواء والأطماع والرغبات وأن نجعل سياسات أحزابنا في خدمة المصالح الوطنية العليا وليس العكس فقد شكلت التعبئة الخاطئة التي كرسها كل طرف من الأطراف السياسية في خطابه الإعلامي للنيل من الطرف الآخر أحد الافرازات السيئة للأزمة الطاحنة التي عصفت باليمن خلال السنوات الماضية حيث تركت هذه التعبئة التي استخدمت فيها كل أساليب الكيد والمناكفة والمماحكة الإعلامية والحزبية تأثيرها البالغ على مجريات الأزمة ومساراتها كما يشير رئيس الجمهورية الأخ المناضل عبدربه منصور هادي في خطاباتة وان الخطابات الاعلامية للاحزاب ما تزال تلقي بظلالها على الواقع السياسي وينبغي تجاوزها وعدم تركها تنهش في توجهات اليمن الجديد والجهود المبذولة من أجل تعزيز قيم السلام والوئام والشراكة وهو ما يستدعي- بالطبع- من كل الأطراف السياسية والحزبية مراجعة خطابها الإعلامي وإعادة النظر في كل ما ينشر أو يقال في المنابر الإعلامية وبما يخدم أهداف التقارب وتعزيز الثقة وإزالة كل الشوائب وأي هواجس قد تؤثر على نقاء وصفو العلاقات بين أطراف المصفوفة السياسية والحزبية ونحسب أننا بحاجة اليوم إلى استعادة كل الصفات النبيلة والخصائص الإنسانية الطيبة التي تميز بها آباؤنا وأجدادنا جيلا بعد جيل وهي الصفات التي تستند إلى روح التسامح والوئام والتصالح والتعاضد والتكاتف لأننا باستعادة هذه الروح وتلك الصفات والمعاني الرفيعة سنصبح قادرين على اختصار الكثير من المسافات وتجاوز ما يصادفنا من التحديات وتحقيق ما نتطلع إليه في ميادين النهوض والتحديث والرقي وبناء الدولة اليمنية المزدهرة لقد مر الوطن بمنعطفات خطيرة ومتعرجة، كان من الصعب تخطيها بدون الاحتكام إلى العقل لأن الجميع قد امتلكوا الاستعداد للانتصار للوطن على أنفسهم وأهوائهم وأطماعهم وطموحاتهم ونزواتهم الثأرية، فقد كان من الطبيعي أن يتحقق الانفراج وأن تنزاح الغمة وتتلاشى المخاطر وتتراجع نسب التهديدات التي كانت تتربص بالسلم الاجتماعي والسكينة العامة ومن الفطنة والمصلحة أيضا أن ينحاز الجميع لخطاب التصالح والتسامح وأن ينطلقوا من الحاضر في اتجاه المستقبل بعيدا عن اجترار الماضي ومتاعبه ومنغصاته خاصة وأن في نبش الماضي نكئا للجراح فيما الانشغال بالمستقبل فيه الضمان الحقيقي لإنجاز النجاح المنشود لنا ولأجيالنا القادمة