يحتاج المرء إلى قدرة خارقة من ضبط الأعصاب،والتروّي عند الكتابة عن شؤوننا العامة،في ظل الخلافات السياسية الدائرة حاليا في اليمن،والذي تتجلى فيها حالة الانفلات الأخلاقي من قبل جماعة الإخوان المسلمين،الذين يجهلون كل شيء عن السياسة،ولا يجيدون من فنونها سوى التمادي في الخصومات،وتوجيه الاتهامات الباطلة لمن يخالفهم الرأي من الأحزاب ألأخرى،والتنكر للوعود،واختلاق الاتهامات,وإطلاق الشائعات,بالتكفير والتخوين والعمالة،والتنا بز بالألقاب ونهش الأعراض وضرب الخصوم بكل السبل المشروعة وغير المشروعة،وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق،فمنذ صعودهم إلى سدة الحكم في اليمن قبل ثلاثة أعوام،يصرون على جر اليمن إلى ما لا تحمد عقباه،من خلال اللعب على وتر الدين واستعارة أدوار المفتيين،لإصدار فتاوى بتكفير من يخالفهم الرأي،واعتبارهم خارجين عن الملة،وزراعة الفتن الطائفية،والمذهبية بين أبناء اليمن الواحد،وتحويل المشهد اليمني إلى مشهد حروب البسوس وقبائل داحس والغبراء. وما قدموه(ألإخوان)لنا لم يتجاوز إعادة،إنتاج تخلفنا من جديد،عندما جعلوا العنف والوحشية والقتل متممة لصحة الإيمان،بالفكر الاخواني المتأسلم منذ ألبنا وسيد قطب،فألبنا نفسه يؤكد(أن السيف في يد المسلم كالمشرط في يد الجراح لحسم الداء الاجتماعي)ويقرر سيد قطب الفكرة الاخوانية قائلا(إن هناك حزباً واحداً لله لا يتعدد،وأحزاباً أخرى كلها للشيطان،ودار واحدة هي دار الإسلام،وما عداها دار حرب)فوقعت مظالم ومفاسد باسم الإسلام،وأُخذت مكاسب ومغانم باسم الإسلام،وصودرت حقوق وحريات باسم ألإسلام،مع أنه دين محبة لكنهم دعاة كراهية،والإسلام دين سماحة وهم دعاة تعصب،والإسلام يدعو للحوار والشورى وهم يفرضون آراءهم بالعنف والإكراه،يتحدثون عن كل المبادئ العظيمة لكن لأنفسهم ولحزبهم،ومع الآخرين يبررون كل الموبقات،من الإقصاء إلى القتل،هذه هي حقيقة جماعات ألإخوان المسلمين لحب السلطة،وجل خلافهم مع أي اتجاه أو حزب،أو جماعة هو خلاف على الغنائم لا المبادئ. وكل يوم يمضي على هؤلاء في الحكم،يتراجع المشروع الديمقراطي في اليمن والوطن العربي خطوة للوراء،فهم يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة،يصارعون الجميع،وينتقدون الجميع،ولا يريدون أن ينتقدهم أحد،فما أن ينبس أحد ببنت شفة من انتقاد للإخوان أو ملاحظة،مهما كانت مكانة هذا الشخص أو مقامه في المجتمع،حتى تنطلق ميليشيات(ألإخوان)بنصب الخيام والاعتصام وتسيير مظاهرات ضده،ثم تنتشر ميليشيات منظمة ولجانا إلكترونية،في مواقع ألنت والتواصل الاجتماعي،يُسَخِّرُونَ الساعات الطوال لإرهاب أي صوت معارض لهم،وتشويه صورته والنيل منه،أيًا كان رقى اللغة التي تستخدم ضدهم،مستخدمين أية معلومات ممكنة،كاذبة كانت أم صادقة،لدرجة إطلاق شائعات مختلقة فاجرة أحيانا،لإتراعي إلًا و لا ذمة،من قبل كثيرا من التكفيريين وخفافيش الظلام،الذين يدخلون بأسماء مستعارة ونكرة،وبحسابات وهمية على الفيس بوك،لسب وشتم الصحفي أو الكاتب،الذي يكتب مقال أو رأي ينتقد(ألإخوان)مثل الزاهد اليمني،مرشد الحجاج والمعتمرين،صديق الحيوانات الزاحفة. أما عن الفجور في الخصومة لدى ألإخوان فحدث ولا حرج،فإذا خاصموا فجروا كما فعلوا مع أنصار الله الحوثيين،والمؤتمر الشعبي العام،والسعودية،والإمارات المتحدة،ومصر،وسوريا،ومع الرئيس السابق صالح،الذي سمح لهم بالتضخم وراكموا ثروات نقدية وعقارية بمئات المليارات في عصره،وأخيرا مع القاضي احمد عبد الله الحجري محافظ محافظة إب،والذي كان من القيادات العليا داخل جماعة الإخوان لسنوات عديدة،مارسوا ألإرهاب الفكري والإرعاب الديني ضده،وتوعدوه،بالويل والثبور،ووصفوه بكل صفات السوء،مستخدمين(فاحش القول)بما يخالف شرع الله لعدد(29)شتيمة أولها أنه فاجر وأخرها أنه موتور،وانقلبوا علية انقلابا،يتعلم المرء منه معنى الفجور في الخصومة،لمجرد أنه أنتقد با سندوه وطالب الرئيس هادي بإقالته،متناسيين ألآيات القرآنية والأحاديث الشريفة،التي تبين أن المؤمن ليس بطعان ولا لعان،وأن لا يفجر في الخصومة،فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا،وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ،كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا(إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ). [email protected]