مساء الخير يا أنا مساء الصحوة ايتها الغفوات مساء الأمل الذي كبَّدنا عمراً مساء الحلم الذي اغوانا ونهب أرقُّ مافينا .. ثم رحل .. مساؤك حلماً إسمهُ ( أنا ) وأي شيء آخر .. لايعنيك .. مساء المائدة التي تزينها الشموع مساء الاتيكيت .. والملاعق التي ابتلعتنا على سفرة الوداع مساء أعين النادل المنتظرة ليقدم لنا فاتورة الرحيل ألف اهة وألف ألف دمعة وزفرات الليال الطوال مساء سائق الأجرة الذي يستفزنا في ليلتنا الأولى والأخيرة إذ هو يسلك أسرع الطرق وأقصرها مساء بائع المناديل في تقاطعات الشوارع يغري أدمع عينيّ ببياض مناديله مساء الغواني الماكرات يَهبنك النسيان على طبقٍ زائف مساء الغيرة .. والمطر العالق في قميصك مساء ارتعاش الأيدي ورجفة الجوعى والمشردين / مساء الخير أيها الغياب جئتنا من حيث لا نحتسب وأنا التي أوصدتُّ أبواب الطرقات دونك . .