لا غرابة ، فبمجرد النظر الى مكنون حروفه ، وهو الصحفي المغمور الذي بحثت عن شي يعرفني به في زوايا الشبكة العنكبوتية فلم اجد له ذكر او صفة أو هوية سوى انه وفي المرحلة الأخيرة قد شبت عن الطوق السفاسف واصبحت بقدرة قادر لها صوت يرغي في آفاق اليمن فيسبب لاهلها الرغبة في التقيؤ. ما استطعت الوصول اليه عبر تلك الصورة الوحيدة المنشورة له هو ان اميز هويته الحزبية ، ووقتها ابتسمت وانا امدد ارجلي غير مبالي بذلك الرغي القادم من حروفه. مؤلم شخصيا ان تضع نفسك في درجة متدنية من درجات المخاطبة التي يفرضها عليك الآخر ، لكننا في هذا الزمن ... الذي فرض علينا مقولة كنت اسمع احد المسنين يرددها قبل زمن .. يقول مطلعها .. ياذا الزمان الردي .. اخر عتابك مُر .. ولا داعي لذكر خاتمتها. ودون التطرق لتفاصيل ونبرات وموجات الرغي الآتي من العمراني الذي تنحصر تداعياته فقط في لوث بيئي آني ، الا ان من المفيد القول للقارئ الكريم اننا في زمن مغاير ، تنحى فيه كبار القوم عن ممارسة دورهم الذي يسهم في ركن الشوائب والنشاز في زاوية " لا تبكي على من مات" .. لقد صحت تلك الكائنات على غفلة من التاريخ ، لتجد نفسها في بيئة شابها فقدان السيطرة ، فبدأت تنشر دون وعي جهلها وقصور تفكيرها ، ولأنها لم تكن "حاضرة " في زمن ما قبل " المجهالة" فلا اعتراض على ما اراده الله فينا. ان مصيبتنا اليوم لم تعد منحصرة في لوث قيادات و قوى تلك التيارات الراديكالية والبرجماتية الصريعة التي جافت المنطق وقفزت فوق قامتها .. بل حتى في ذيولها " الاشد كفرا ونفاقا" .. لكن عزانا الوحيد هو ان السواد الاعظم من شعبنا اليمني العظيم .. قد لفظوها ونبذوها ، ولم تعد لها منابر سوى تلك الكومات من الزبالة التي تعتليها وتتحدث من خلالها. ما قل ودل ، عد الى زريبتك الموبوءة ايها العمراني ولا داعي لآن تفشي للعالم سوءة جهلك وقصور فهمك .. وتلك اكبر خدمة تقدمها للبلد وللشعب .