لم يكن توجيه الاتهامات العشوائية من قبل الشارع اليمني عن المسئول عن حادثة تفجير مسجد النهدين ومحاولة اغتيال الرئيس صالح يستقصد اللواء علي محسن القائد العسكري المنشق عن الجيش اليمني ، كما ان تلك الاتهامات لم تكن تستثنيه. إذ ان الغموض لا يزال مخيما حتى اللحظة عن الجهة التي تقف وراء الجريمة ، يجعل التحليلات والتوقعات والتخيلات لا تستثني احد ، ولأنها كلها توقعات عبثية يشغل بها الشارع اليمني نفسه حتى تتضح الصورة فأن الحديث عنها لا يضيف للحقيقة ولا ينقص منها ، لكن من المفيد تسجيل نبض الشارع وطريقة تفكيره ومسارات اتهامه للمتسبب في محاولة الاغتيال تلك. فمن بيت الاحمر ابتدأت اصابع الاتهام تتوجه ، ولم تستثني الحوثيين ، واللقاء المشترك ، والقاعدة ، والولايات المتحدة ودولة قطر و.. وعلي محسن. وحين يبدأ الحديث عن علي محسن بين التشكيك والتأكيد .. فأن مبررات كثيرة تطرح لإدانته ومثلها تنفي ، ومن مبررات التأكيد يتحدث الشارع عن توقعات الصحيفة البريطانية التي اشارت بالاتهام نحو علي محسن الذي قالت انه الوحيد القادر على هكذا فعل ، ومن ثم الاستعانة بما يقال انه سجله الحافل بمثل تلك الاحداث .. وتصريحاته المعادية صراحة للرئيس علي عبد الله صالح في الفترة الأخيرة ، ومعرفته التامه بكل تفاصيل البيت الرئاسي ، ناهيك عن جملة من المقتضيات الأخرى التي تضاف... وحقيقة .. لمست ان علي محسن يملك نصيب الاسد من الاتهامات . ايا يكن .. لست هنا بصدد الدحض او الإثبات فلجان التحقيق المكلفة بذلك هي من ستقول الكلمة الفصل التي ينتظرها الشارع اليمني بصبر ، لكن بالتأكيد لن تكون هناك مفاجآت أخرى .. اي انه لن يخرج الجاني من اولئك الذين يتحدث عنهم الشارع اليمني.