ها هي أيام رمضان المبارك تتراكض مسرعة ما فتئنا نهنئ بعضنا البعض بحلوله حتى بدأ البعض منا يردد ما بين الجاد والمازح ( خواتم مباركة ) ومن أول يوم في رمضان و حتى اليوم وانا أقضي ساعات ااتفقد فيها المحطات اليمنية الفضائية التي اسرت قلوبنا نحن المغتربين في الخارج بما تقدمه لنا من معلومات و حوارات و لقاءات تشبع نهم جوعنا لمعرفة تفاصيل أوضاع بلادنا في هذه الأزمة الصعبة التي تمر بها وتسكن من لهيب حنايانا على مايعانية وطننا الحبيب، ولكن للأسف هاهو اليوم السابع و الحسرات تتوالى كل واحدة أقوى من الثانية ، احيانا أشعر اني اتفقد محطات دولة أخرى غير اليمن؟ تللك المذيعة المخضرمة صاحبة الصولات و الجوالات في لقاءاتها الحوارية الجادة لمناقشة أوضاع اليمن والأزمة و الشباب و الصراع الدائر في الساحات و غيرها عندما أراها في برنامج مسابقات لا استطيع ان اصنفه بأعلى من 1 من عشرة لو قارناه بما يعرض من برامج مسابقات في المحطات العربية الأخرى وهي تضحك وتقهقة مع المتصل او المتصلة في حوار ساذج حول سؤال او إجابة أشعر بقلبي في جوفي يكاد ينشطر اثنين و انا اسألها في نفسي كيف حال وطني يا ...؟ كيف أهلي في صنعاء ؟ هل مازالت أزمة المشتقات النفطية مستمرة؟ ماذا حدث لمن في الساحات هل مازالوا على تعنتهم؟؟ هل تم حل معاناه الأسر النازحه من الحصبة؟ ترى كيف دخل عليهم رمضان ؟ و أبين و أهلي في أبين كيف رمضان معاهم ؟ كيف وضع الآلآف النازحة من أبين ؟ ما حقيقة حصار اللواء 25 ميكا ؟ ما حقيقة الأخبار التي نقرأها في المواقع الإلكترونية عن أهلي في تعز ؟ كيف يصومون رمضان ؟؟ وأبناء الشهداء و أسر الشهداء ترى كيف دخل عليهم هذا الشهر الكريم ؟ وجنودنا الأبطال في المعسكرات كيف يواجهون الاعتداءات المتكررة عليهم وهل هناك ما نقدمه لهم لشحذ هممهم ؟ ما هي أحوال سكان حي الدائري وكيف يصومون شهر رمضان مع هذا الإحتلال ؟ ترى ما وضع شوارع صنعاء و إلى أي مدى وصلت خنادق علي محسن و شوالات جهال الأحمر؟ كيف أهلي في أرحب و هل شمروا سواعدهم لطرد المخربين من قراهم و بيوتهم ؟ من يُقرأ أهل صنعاء السلام و يقبل ثراها عني ؟ من يقدم لتعز روحي الهائمة فيها علّها تشارك أهلها و جعهم ؟ من يقدم لأبين و أهل أبين قطعة من قلبي علّها تشبع طفلا جائعا ؟ من يسرق حضني من أولادي لأطفال أرحب علّي استطيع أن احتويهم فيه لأهدء من روعهم؟ يا وزير الإعلام التفت قلوبنا و عقولنا قبل عيوننا حول القنوات اليمنية الفضاية ليس لروعة مسابقاتها ولا لحداثة مسلسلاتها ولا لنكاتها و برامجها الفكاهية ، التفت أرواحنا وقلوبنا حولها لانها تلمست اوجاعنا شاركتنا و شاركت اهلنا وجعنا و وجعهم ، حملت إلينا نسائم الوطن في غربتا ، هدأت من روعنا على بلادنا وأمنها واستقرارها و وحدتها ، أسكتت صرخاتنا من هول ما نسمع في قنوات الفتنة ، شدت من أزرنا لنصمد مع الوطن في مواجهة هذه الأزمة ؟. قالت لنا مازل اليمن بخير ، قالت لنا ما المشكلة و ما الحلول المقترحة ، اوصلت صرخة مدوية من الوطن لترتعد في قلوبنا ،و نقلت أرواحنا فداءً لتراب هذا الوطن عبر الأثير. فاين القنوات اليمنية في هذا الشهر الكريم من الوطن وما يحدث في الوطن و ما يعانية ابناء الوطن في الداخل والخارج ؟ بالله عليك يا وزير الإعلام أليس أهلنا النازحين في أبين أحق بتلك المبالغ التي تنفقونها في برامج المسابقات المختلفة التي اتخمتونا بها في هذه القناة وتلك ؟؟ أليس أسر الشهداء أحق بها ؟ أليست أم الشهيد أحق باللقاء و الحوار على الأقل لنقول لها كلنا ابناءك ، روح ولدك لم تذهب هباء ، على الأقل لتمتد يد الخيرين لأبناء الشهيد وأسرته بالخير ؟ أليس العمال و الموظفين وأسرهم الذين فقدوا أعمالهم و مصدر رزقهم بسبب هذه الأزمة وانتم تؤكدون توقف 500 مصنع انتاجي عن العمل بسبب الأزمة أليسوا أحق بأن تنزل إليهم الكاميرات وتتفقد أحوالهم و تشاركهم اوجاعهم و تقدم لهم مبالغ هذه المسابقات لتساعدهم على البقاء ومواجهة شظف العيش خاصة في رمضان ؟ أليس هناك ما نقدمة لابناء هذا الوطن أفضل من النكته و المسابقة في هذه الأزمة ؟ اين موائد رمضان ؟ أين الندوات و الحوارات ؟ أين البرامج الجماهيرية التي تتواصل مع الناس في الشارع في الحارات في البيوت ؟؟ أين أوجاع الناس لماذا لا تتلمسوا اوجاع الناس و احوالهم؟ لماذا حصرتم انفسكم في الاستديو ؟؟ نحن نحتاج للإلتفاف الشعبي حول أوجاع بعضنا البعض، يجب ان نشعر بمعاناة بعضنا البعض، يجب ان يظل الشعب اليمني يقظا لما يدور حوله، يجب ان يظل الشعب اليمني متصلا بواقعه ، بألمه ، بوجعه ليتمكن من مداواته ، يجب ان يظل الشعب اليمني منغمساً في الحدث ، لسنا في حاجة لان تخدرونا بالمسلسلات الهزلية و المسابقات الساذجة و البرامج الخالية من أي مضمون يمس واقعنا ، نحن في أزمة ، وأزمة شديدة يجب ان لا ننكر ذلك ويجب ان لا ننسى هذا او نتناسى ، ليس من مصلحتنا ان ننسى!! يجب ان نعمل على يقظة أبناء الشعب و استعدادهم و تكافلهم و تراحمهم في هذا الشهر الكريم ، لسنا بحاجة للتخدير ، دعونا نتألم دعونا نشعر بأوجاعنا دعونا نشارك بعضنا البعض شح لقمة العيش دعونا ننزح مع النازحين دعونا نقف في صفوف المطوبرين من أجل الغاز او الدبة البنزين ، دعونا نصطف مع جنودنا في مواجه الإرهاب و المخربين دعونا ننزف معهم دعونا نشارك وجع قلب الأم على ابنها الشهيد ، دعونا نذرف الدموع مع اطفال الشهداء عندما يفتقدون والدهم في هذا الشهر الكريم ؟ دعونا نعيش ما يعيشه بعضنا من وجع و ألم و ضنك العيش لنقف معاً ضد المتسبب بهذا لنقف معاً لمواجهه هذه الأزمة لنعلم جميعا معنى الفداء و التضحة. اين الوطن من برامج رمضان يا وزير الإعلام؟؟