خطوة مهمة هي تلك التي اتخذتها المواقع المصرية بإصدار قائمة عار تضم بين جنباتها أسماء من شوهوا الثورة وشبابها وقذفوهم بقيح الكلم.. لم تشمل القائمة من أيدوا الرئيس المخلوع ولا من هتفوا باسمه «فذاك حقهم ورأيهم» كما ولم تشمل من تواروا في خجل وجبن بانتظار فرز الغالب من المغلوب.. بل شملت من حاولوا تضليل الرأي العام وأطلقوا الأكاذيب وحرفوا الحقائق ووصفوا المتظاهرين بالعملاء و»البلطجية» والحيوانات والجاحدين والجهلة..!! منهم بالطبع كتاب وملاك قنوات وصحف ك»أنس الفقي وحسن راتب» أو مذيعين «كعمرو أديب وخالد الغندور»، وبالطبع غصت القائمة بأسماء الفنانين: كحسن يوسف الذي روج لأن المتظاهرين هم خلايا إيرانية، ويسرا التي برأت النظام من كل أخطائه على مدى 30 سنة، وغادة عبدالرازق التي وصفت الشباب «بالناكر للجميل» وهناك بالطبع سماح أنور التي طالبت بحرق المتظاهرين..!! وتكّر السبحة لتضم مطربين ك تامر حسني وإيهاب توفيق ومحمد فؤاد.. إن الفنانين العرب لعبٌ جميلة بلا مبادئ ولا أفكار ولا رؤية فهم يسطحون المواقف بشكل ميلودرامي ولا ينظرون لما هو أبعد من أنوفهمكل هؤلاء ظنوا، وظن من استعان بهم، أن جماهيريتهم ستغير المعادلة، ولكن التجربة كشفت أن هؤلاء بلا مصداقية تشفع لهم حمق مواقفهم! كما وأثبتت الوقائع- فيما أثبتت- ثلاث نقاط محورية: أولها: أن إعلامنا العربي منافقٌ بشكل مبتذل، قبل يوم من سقوط النظام التونسي، وأبان ترنح نظام مبارك، كانت النبرة حول الأحداث إما خجولة وإما متحاملة.. وبعد أن سقط الجمل تبدلت المواقف وصار الكل يتودد للثوار بحثاً عن خطوط رجعة ما يثبت أن إعلامنا العربي كالحرباء تتلون وفقاً للمصالح- لا القناعات- وهم على دين الغالب وضد المغلوب، أياً كان الظالم منهم أو المظلوم!!. ثانيها: أن الفنانين العرب لعبٌ جميلة بلا مبادئ ولا أفكار ولا رؤية فهم يسطحون المواقف بشكل ميلودرامي ولا ينظرون لما هو أبعد من أنوفهم.. فالنرجسية والبذخ جعلت حلمات إحساسهم تتنمل وتتبلد، وهم غالباً ما يعلون مصالحهم على قيمهم، نستثني منهم بالطبع الشريحة المثقفة التي لم تتوان عن إعلان موقفها دون حساب للتبعات!!. أما ثالثها وهي الأهم فهي أن الجمهور العربي أثبت أنه أذكى وأحنك من قادته!! فالإعلاميون والكتاب والفنانون يُفترض أن يكونوا قادة رأي وقادةً لهبات التغيير.. ولكن امتلاء الساحة بأفاكين ومتسلقين ومتمصلحين قلب الموازين فصارت النخبة هي التابعة؛ عوضاً عن أن تكون القائدة!.