يراهن أكثر العارفين بالأوضاع السياسية والحدود الجغرافية والمهتمين بالشأن الحدودي والعلاقة بين اليمن والسعودية على عدم استقرار الأوضاع في اليمن طالما ودولة آل سعود باقية البعض منهم أرجع الأمر إلى الوصية التي أوصى بها الملك الأول عبد العزيز بن سعود لأبنائه وفيها:"خيركم وشركم من اليمن" وفي هذه الوصية تنبيه لأبنائه ليتواصوا جميعا وخصوصا للذين يجلسون على كرسي الحكم أن يجعلوا نصب أعينهم "استقرار اليمن شر مستطير على السعودية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وجغرافيا" فليحذروه. المعنى من ذلك أن زوال ملكهم سيكون على أيدي أبناء اليمن كما صورت لهم عقولهم القاصرة ،ولذلك نرى ملوكهم المتعاقبة جيلاً وراء جيل يتواصون بهذه الوصية ويتمسكون بها أكثر من تواصيهم بكتاب الله وسنة رسوله-عليه الصلاة والسلام-وأكثر من تمسكهم بدين الله وبكتابه ويعمدن إلى التحريش والتفريق بين أبناء اليمن الواحد وزرع الفتن فيما بينهم . لذا فإنهم يبذلون الأموال الطائلة لأمراض النفوس وذوي الأحقاد من اليمنيين والذين لا يهتمون بمصلحة وطنهم وما سيصير له وملول آل سعود قد كانوا في عافية وستر من الفضيحة فأبو إلا أن يفتضحوا أمام الرأي العام اليمني والعربي والدولي فهذه سنة الله الجارية في الخلق ولن تجد لسنة الله تبدل أو تحول ،فعندما كان أبناء اليمن منقسمين بما كان يعرف بالتشطير جنوب اليمن وشماله كانت المملكة تدعم حكام الشمال بمليارين وحكام الجنوب بمليار بشرط إقامة الدنيا وعدم قعودها لكلا الطرفين. فلذلك نجحوا في زرع العداوة والبغضاء والفرقة وساعدهم قي ذلك أنهم وجدوا من ينصاع لهم ويقبل منهم فكرتهم الخبيثة المدعومة بالمال الخبيث ،لأنهم كانوا يدخلوا من باب دعم اليمن لنعش اقتصاده فيما كانت الحقيقة أنهم خططوا لحمل الاقتصاد اليمني على نعش ويقبرونه في مقبرة الديون وبعد ذلك يضطر اليمنيون لقبول المساعدات بل لطلب المساعدات بل للاقتراض منهم الأمر الذي يخطط له آل سعود على حين غفلة من اليمنيين وهم يحسبون أن الجارة ترثى لحالنا وما انتبهوا لذلك حتى فكر العقلاء إلا بعدما صار إليه مآلنا غارقين في أوحال الديون والعبث بالاقتصاد حتى كاد لا يعرف لنا اقتصاد البتة. ففي أكثر حروب اليمن الجنوبي –جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية –قبل الوحدة كانت ورائها آياد سعودية لأنهم يعلمون ماذا يعني لهم استقرار الأوضاع في جنوب اليمن ؛فتجدهم ينتفضون ويقومون بإعداد الخطط ليفتنوا بين أبناء الجنوب أنفسهم مما عرف عن الجنوبيين أنهم أصحاب حروب موسمية أي أنهم في كل خمسة أعوام لابد من تصفية الحسابات بالتصفيات الجسدية للرموز منهم؛ فكانوا يدعمون فيصل علي ناصر محمد الذي كان متواطئا معهم وطلبوا منه أن يلقي الاتفاقية المبرمة مع الإتحاد السوفيتي وهم من سيسدد الديون التي على الجنوب للروس؛وهذا ليس من أجل سواد عيون الجنوبيين وإنما من أجل خلو الساحة أمامهم للاستحواذ على ثروات الجنوب وضمها لهم وكذلك للاستفراد؛وعندما يئسوا من انصياع علي ناصر لهم عمدوا لإضرام نار الفتنة وعملوا بالتحريش حتى أقتتل الجنوبيين في الثالث عشر من يناير عام 1986م فكادت هذه الحرب أن تكون القاضية على الجنوبيين لولا لطف الله لأنها صارت مجازر بينهم وبحور من دماء وتدمير المنشآت والمباني. وأكثر الحروب المذهبية والطائفية في الشمال مع الحكومة أو فيما بينهم فهي من تدعمهما وتأججها من أجل لا يستقر الوضع هناك. ففي بداية التسعينات زرعوا لنا الوهابية فرقة دينية عسكرية ضالة تخدم النظام السعودي بزعزعة واستقرار أمن اليمن فكانون يصدرون لنا الفتاوى الشاذة التي تؤجج نار الفتنة والفرقة والتي تزرع الكراهية والأحقاد وتعميق الجراح فنجحوا في تفكيك الصف اليمني وتشتيت الرأي من أجل عدم الالتقاء فيما بينهم وقد نجحوا في ذلك حتى ما تزال آثارها إلى يومنا هذا. وعندما رأت أن الوهابية بدأت معالمها وآثارها تبدوا للناس وأنهم قد أنفضحوا وبدت تلوح في الأفق أن ورآها أياد سعودية فقاموا باستبدالها بجماعة الجهاد وزودوها بكل ما يلزم من مال وعتاد وفتاوى التكفير والتبديع و التفسيق والهجر والفرقة فعاثوا في اليمن الفساد و الإفساد لأنهم يحملون نفس الأفكاروقاموابلعب نفس الأدوار التي كانت تقوم بها الوهابية التكفيرية المتشددة العسكرية. وقد قام بالتحذير منهم من كان على بصيرة من أمرهم وافتضحت بعد ذلك ،فهذا الأمر لم يثني من عزائم النظام السعودي بل جعله أكثر تفكيرا لإيجاد خطط بديلة أكثر وقعا وفتكا وإتقان وسرية،وبعد أن عاودوا الكرة شعروا بأن حكام اليمن قد تنبهوا لخطرهم فعمدوا إلى إثرائهم بالمال شخصيا ولتحسين أوضاع البلاد حتى لا يفكروا فيما يخططون له،وفعلا صارت هناك سجالات وحروب كلامية و تخاصم الأخوة حتى أصبحوا أعداء ألدا،لأن السعوديين استعملوا أقذر الوسائل لتوريط اليمن مع المنظومة الدولية المهيمنة على العالم من قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001م وبعده فكانوا يرسلون أفراداً يحملون الجنسية السعودية من أصول يمنية إلى اليمن لينشروا بين الناس فكر و معتقد القاعدة وحتى في وسائل الإعلام مما أثار انتباه الغرب ليوجهوا سهام الاتهام نحو اليمن وصنعوا لهم تنظيما باسم الجهاد ثم غيروا تسميته إلى تنظيم القاعدة ليقوم بإعداد العدة من أجل القيام بعمليات انتحارية إرهابية لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة برمتها وقد نجحوا في ذلك،وقاموا بإنشاء معسكرات لهم ضخمة تناوئ معسكرات الحكومة وزودوهم بمدربين دوليين لهم خبرة عالية لتدريب هؤلاء ومن أنظم معهم من أبناء اليمن الحبيب. فقاموا بإنشاء معسكرات في مأرب والجوف و صعده وأبين وقاموا بعمليات إرهابية ضد النظام اليمني شمالاً وجنوباً مما لفت أنضار الحذاق من رجال الغرب و بدءوا بالتوجيه إلي اليمن والتسليم للغرب فيما يفرضه مما هو مستحيل التنازل به إلا بالضغط والتآمر على النظام فكان آل سعود أكبر المتآمرين على النظام اليمني. وكذلك فإن نظام آل سعود وبعد تورطهم في أحداث ال13من يناير1986م فإنهم فتحوا أرضهم مستقبلين المعارضة اليمنية الجنوبية مما جعل هؤلاء هم ممن يعارض النظام اليمني بعد قيام دولة الوحدة اليمنية المباركة في ال22من مايو1990م وبدأو بإنشاء معارضة قوية جداً لقوة الدعم السعودي لهم وحمايتهم وإسكات النظام إذا أراد المطالبة بهم ببعض المشاريع الوهمية أو المشاريع الأكثر فرقة بين المسلمين.