أثارت نتائج انتخابات نقابة المهن التعليمية والتربوية بمحافظة مأرب استياء واسعا في صفوف عدد من قياداتها ومنتسبيها بعد أن عادت للهيئة الإدارية ذات الوجوه التي تتكرر مع كل انتخابات نقابية. ووصف عدد من المشاركين في انتخابات نقابة المهن المدعومة من السلطة وحزبها الحاكم بأنها مهزلة لا تصب في مصلحة العمل النقابي مشيرين إلى أن العملية شهدت مشاركة عدد من مدراء العموم الذين يحرم النظام الداخلي مشاركتهم بالإضافة إلى قيام القيادة القديمة الجديدة للنقابة باعتماد قوام جديد بصورة مخالفة للنظام والقانون مع إفساحهم المجال أثناء الاقتراع لمشاركة أشخاص ليسوا معلمين بدلا عن الأعضاء الفعليين للنقابة . في ذات السياق وعلى إثر ذلك قام عدد من أعضاء النقابة برفع دعوى قضائية تضمنت المخالفات التي حدثت أثناء انتخابات النقابة ومظاهر التزوير التي طغت على العملية بحسب ما جاء في الدعوى بالإضافة إلى كون نتائج الانتخابات جاءت مخالفة للمادة التاسعة من نظام النقابة الداخلي للعام 2002م والتي تنص على تحريم الجمع بين المنصب الإداري وقيادة النقابة. هذا وقد أحدثت نتائج الانتخابات شرخا عميقا في جدار نقابة مهن مأرب التي تعتمد على الدعم الحكومي والحزب الحاكم بعيدا عن دعم الأوساط التعليمية والتربوية ، كما أن الانشقاقات الواسعة والاستقالات الجماعية قد تكون مصير ما تبقى من حياة في ذلك الكيان النقابي الذي واجه خلال الفترة الماضية موجة رفض تربوي واسع النطاق أثناء قيامة بعملية التنسيب ، وقد أرجع عدد من المراقبين ذلك الرفض إلى قناعات عديدة تولدت لدى المعلمين والتربويين تمثلت في أن تلك النقابة التي خرجت من تحت عباءة السلطة غير قادرة على تلبية مطالبهم وعاجزة عن الوقوف إلى جانبهم في ممارسة الضغط على الحكومة للوفاء بحقوق المعلمين المشروعة. يذكر أن انتخابات نقابة المعلمين اليمنيين بمحافظة مأرب جرت مطلع يونيو الماضي في أجواء وصفت بأنها ديمقراطية ونزيهة وشفافة جاءت استكمالا للعمليات الانتخابية الخاصة باللجان النقابية في مديريات محافظة مأرب والتي شهدت حملة التنسيب التي استهدفت بها المعلمين والعاملين في الحقل التربوي وحققت نجاحا منقطع النظير حيث بلغ عدد المنتسبين في مديرية مجزر(110) معلما ومعلمة بعد أن كانوا في الفترة السابقة لا يتجاوزون العشرين عضوا ، ويمكن قياس نسبة النجاح في بقية المديريات بناء على تلك الأرقام التي سقطت (المهن) أمامها بضربة (المعلمين) القاضية.