في الوقت الذي رفضت في دبي السماح للاعبة التنس الإسرائيلية شاحار بئير، الدخول إلى أراضيها للمشاركة في مسابقة دولية، كشف أمس النقاب عن أنّ جارتها، أبو ظبي، وهي ثاني أكبر دولة في الخليج العربي، تقيم علاقات مع شركة إسرائيلية مختصة بإنتاج الأقمار الاصطناعية. وقالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، في عددها الصادر أمس الأحد، إنّه من المقرر في غضون الأيام القليلة القادمة التوقيع على اتفاق بين أبو ظبي وبين الشركة الإسرائيلية (ايميجسات)، التي تملك قمرين اصطناعيين من طراز (أروس)، وستقوم الشركة الإسرائيلية بتزويد أبو ظبي بخدمات الأقمار الاصطناعية. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنّه في العدد الأخير من المجلة الأمريكية 'ديفنس نيوز' المتخصصة في الشؤون الأمنية، كتبت عن أنّ الاتفاق سيوقع قريباً بين الشركة الإسرائيلية، التي تملكها الصناعات الجوية في الدولة العبرية، ورجال أعمال من إسرائيل وبين أبو ظبي، وأكدت الصحيفة الأمريكية على أنّ الطرفين قاما في العام 2006 بتوقيع تحصل بموجبه دولة أبو ظبي على خدمات من القمر الاصطناعي أيروس أي، أما الاتفاق الجديد بين الطرفين، بموجب التقرير في الصحيفة الأمريكية، فإنّه يسمح لأبو ظبي باستخدام القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً، والذي تنتجه الشركة الإسرائيلية، حيث أنّ القمر الاصطناعي يتم إنتاجه في الصناعات الجوية الإسرائيلية، أما الكاميرات فيقوم بإنتاجها مصنع (إل- بيط) الإسرائيلي المختص في هذا المجال. ولفتت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إلى أنّ مراسلة المجلة الأمريكية في الدولة العبرية، بربارا أوبلروم، شاركت في إعداد التقرير عن الاتفاق، وحصلت على مصادقة من الرقابة العسكرية الإسرائيلية لنشر النبأ في الصحيفة، والذي يقول إنّ الشركة الإسرائيلية ستقدم الخدمات لدولة أبو ظبي بحيث تحصل الأخيرة على صور تطلبها من الشركة مسبقاً. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنّ هذا الاتفاق يعزز التعاون غير الرسمي بين الدولة العبرية وبين أبو ظبي، لافتة إلى أنّ أبو ظبي ستقوم بدفع مبلغ 20 مليون دولار للشركة الإسرائيلية سنوياً، مقابل تلقي خدمات الأقمار الاصطناعية. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية قائلة إنّه على الرغم من التوقيع على الاتفاق، فإنّ الشركة الإسرائيلية رفضت في السابق التعاون مع دول عربية أو إسلامية لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، مشيرة إلى أنّه في السنة الماضية أحبط عدد من أصحاب الشركة الإسرائيلية اتفاقاً مع فنزويلا لتزويدها بخدمات الأقمار الاصطناعية بسبب موقف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، المعادي لإسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل قولهم إنّ الدولة العبرية تنتهج سياسة الحذر من سماحها لشركات خاصة أو حكومية بتزويد دول بخدمات الأقمار الاصطناعية، بحيث أنّ هذه الخدمات لا تسمح للدولة التي تتلقى الخدمات بالحصول على صور من إسرائيل، لأنّ الشركة تقوم بتعطيل عمل القمر الاصطناعي عندما يمر فوق أراضي الدولة العبرية، على حد قولهم. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنّ الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية التي ستحصل أبوظبي على خدمات منها شبيهة إلى درجة كبيرة بالأقمار الاصطناعية من طراز (أوفيك) والتي أطلقتها إسرائيل لأغراض التجسس.