مددت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، الثلاثاء 29-12-2009 اعتقال كاشف أسرار المفاعل النووية الإسرائيلية مرداخاي فعنونو، الذي اعتقلته الشرطة الإسرائيلية، الاثنين، وأخضعته للتحقيق في وحدة التحقيقات المركزية بشبهة لقاء أجانب، الأمر الذي يعتبر انتهاكا لشروط تحريره من السجن التي أقرتها المحكمة في وقت سابق، بعد أن قضى فعنونو 18 عاما في السجون الإسرائيلية. ورفع فعنونو، خلال جلسة المحكمة، لافتة كتب عليها: "أنا أتوجه لرئيس الولاياتالمتحدة باراك أوباما ليطالب إسرائيل منحي الحرية، لأنني أنا مثل أوباما ارفض انتشار الأسلحة النووية. أوباما يعلم أن لدى إسرائيل سلاحا نوويا، ولذلك عليه أن يطالب بحريتي". وذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية على موقعها أن فعنونو اعترف بالشبهات الموجهة إليه، متهما جهاز الأمن الإسرائيلي بالتدخل والتحرش في حياته الخاصة. وقال فعنونو متحدثا بالعبرية: "الجميع يعلمون أن لدى إسرائيل سلاحا نوويا، 200 قذيفة نووية"، منوها أنه لا سبب للتحرش والتدخل بحياته ولحياكة قصص حوله. من جانبها ادعت الشرطة الإسرائيلية خلال مداولات المحكمة أن فعنونو انتهك في الآونة الأخيرة شروط تحريره من السجن عدة مرات. وقالت "في يوليو (تموز) الماضي التقى مواطنة نرويجية، وفي الأسبوع الأخير التقى بنفس المواطنة مرة أخرى، بل أنهما استأجرا غرفة في فندق أمبسورد في القدس وأقام فيها". وقال ممثلو الشرطة في جلسة المحكمة "إن أحد بنود تحرير فعنونو من السجن ينص على إقامته في مكان محدد ويحظر عليه مغادرة المكان بدون إبلاغ الشرطة بذلك من خلال كتاب رسمي. كذلك، وخلال تفتيش جسده، تم العثور على رسالة أرسلت له من الولاياتالمتحدة، وهناك شبهات بأن فعنونو على علاقة مع مواطنين أجانب آخرين". أما محامي الدفاع عن فعنونو فقال إن السيدة التي يدور الحديث عنها "أصبحت رفيقة فعنونو في الآونة الأخيرة. الشرطة تعلم بأمرها وبطبيعة العلاقة بينهما، وتم إخضاعها للتحقيق في السابق". وأضاف متهكما: "ولكن يبدو أن النرويجيين هم أعداء لإسرائيل وتهديد لإسرائيل وممنوع التحدث إليهم". وجاء في موقع صحيفة "هآريتس" أن المحكمة العليا الإسرائيلية قد رفضت قبل أربعة أشهر طلبا تقدم به فعنونو لإبطال الأمر القضائي الذي يمنعه من مغادرة إسرائيل أو التحدث مع أجانب أو حتى الاقتراب من السفارات الأجنبية في تل أبيب. وقال فعنونو معقبا: "أنا أريد الحرية فقط، 25 عاما هي فترة كافية. أنا إنسان وأريد حريتي. الحكومة الإسرائيلية لا تمثلني، أنا لا استطيع التوجه إلى المطار، وأنا أريد التجول في شوارع نيويورك". وكان فعنونو قد وزع على الصحفيين رسالة قال إنه سبق أن وجهها للجنة جائزة نوبل للسلام، عبّر فيها عن رفضه قيام اللجنة بوضع اسمه في قائمة المرشحين للجائزة بسبب ظهور اسم رئيس الدولة الإسرائيلي شمعون بيرس فيها. وجاء في الرسالة: "لا أريد أن أكون في قائمة واحدة مع شمعون بيرس الحاصل على الجائزة، والذي يقف من وراء السلاح النووي الإسرائيلي".