وصف الشيخ علي عبدربه العواضي ثورة فبراير 2011م في اليمن ب"أم الثورات اليمنية" التي يعول عليها اليمنيين في التغيير الحقيقي الجذري الذي ينقلهم إلى مصاف الأمم والشعوب المتقدمة. قائلاً "ان ضيع الشعب هذه الفرصة فلن تقوم له قائمة في وقت قريب". وقال العواضي في حوار لصحيفة "اخبار اليوم" ان اليمنيين عانوا كثيرا من الظلم والقهر والاستبداد والطغيان الذي أنتج لهم الجهل والفقر والمرض وعدم الأمن والاستقرار وفرقهم إلى شيع وفرق متناحرة وأثار بينهم النعرات القبلية و الخلافات المذهبية والتمايز المناطقي والعنصري. ورأى الشيخ العواضي احد اعيان محافظة البيضاء، أن ثورة الشباب الشعبية السلمية تمر الآن بمرحلة خطيرة وتُفرض عليها أجندة ومصالح دولية وإقليمية ومحلية عديدة, وعلى القائمين عليها من الشباب الثوار والمناصرين لها والداعمين أن يثبتوا ثبوت الجبال أمام العواصف والتحديات والمؤامرات التي تحيط بثورتهم, مستخدمين الحكمة مع الحزم حتى تحقق الثورة أهدافها كاملة غير منتقصة, وقال "ان مرحلة التغيير طويلة وشاقة وتحتاج إلى صبر وثبات ورؤية واضحة وإصرار وتضحية". واوضح العواضي أن التغيير لا يحدث في قفزة واحدة أو مرحلة واحدة, فالتغيير يحمل تركة الماضي الطويل وتراكماته بكل سلبياته ومعوقاته, ولابد له من مراحل يخطط لها الحكماء". وحول دعوات الفيدرالية قال العوضي ، الفيدرالية على اثنين تعني الانفصال, والمركزية أو الحكم المحلي الهزيل يعني الاستبداد والتهميش والإقصاء للآخرين, الضامن الوحيد والسليم للمواطنة المتساوية وتوزيع الثروة والسلطة بين اليمنيين والمشاركة في القرار هو حكم الأقاليم من ثلاثة إلى خمسة أقاليم أو أكثر. وحول نتائج المبادرة الخليجية قال العواضي ، "نحن لانريد نصف ثورة ونصف تغيير أو ترقيع هذا لا يخدم مصلحة اليمن إطلاقاً, لابد من تغيير جذري كامل وشامل في مجتمعنا في ثقافتنا في سياستنا في اقتصادنا في سيادتنا على أرضنا في استقلال قرارنا في كل مجالات الحياة". لكنه رأى ان ايجابية المبادرة الخليجية هي "تخفيض فاتورة التضحيات من دماء الشهداء وإقصاء علي عبدالله صالح وأسرته من الحكم, أما مخلفات نظام علي عبدالله صالح فهي تحتاج إلى استمرار شعلة الثورة متوهجة ومستمرة وتحتاج إلى مراحل طويلة وجهود جبارة من الوطنيين والمخلصين الشرفاء" . وحول مطالب عدم اعطاء الحصانة لصالح اشار العواضي الى ان "أهداف الثورة كثيرة وكبيرة ودماء الشهداء والأبرياء غالية ولا يمكن أن تذهب هدراً, ولكن الحقيقة كلما خوفنا هذا الرجل أصبح يكيد للثورة أكثر, فعلينا أن ألا نخوفه أكثر مما يلزم" . واضاف العواضي ذو الجذور القبلية "نحن مع الدولة المدنية ومفهومنا للدولة المدنية التقدم والرقي والحضارة والنظام وسيادة الدستور والقانون والعدل والمساواة والحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والأمن والاستقرار ورغد العيش والعلم والإيمان والأخلاق الحميدة ،دوله ليس فيها مكان لظالم أو مستبد أو فاسد". وكشف العواضي ان نائب الرئيس "الفريق عبدربه منصور هادي رجل شجاع ومخلص لوطنه وليس هو كما يعتقد الآخرون من الضعف أو التبعية, والآن أتته الفرصة ليثبت انه رجل المرحلة, ويثبت وطنيته وحبه وإخلاصه لوطنه, فعليه يعول اليمنيون كثيراً في اخراج اليمن وثورته إلى بر الأمان بما أوتي من صلاحيات ودعم دولي وإقليمي ومحلي ويجب التعاون معه وتشجيعه على ذلك". وحول تقييمه لدور الجيش الحر المناصر للثورة وصف العواضي دوره بالايجابي والمحوري، وقال انه خفف فاتورة التضحيات من أبناء شعبنا, ولعب دوراً فعالاً في إسقاط نظام صالح. نص الحوار