هل تابع الجيش اليمني موقف القوات المسلحة المصرية يوم أمس ؟ سؤال أرهق ذاكرتي بقدر ما ارهقها البحث عن مسمى فعلى للجيش اليمني ...ونحن نتابع الفاروق (عفوا الفريق السيسي ) يتلو بيان الجيش وهو يرسم من مؤسسة الجيش هرما رابعا في تاريخ مصر ونقطة تحول في مسار الامة العربية وتاريخها المعاصر ، وخارطة سياسية للامة العربية لعقود قادمة . ورغم خوفي الكبير على الفريق السيسي وهو يتلو بيان الجيش من ان ينتقل جبريل من ساحة العدوية وملائكة مسومين لقبض روحه ، فقد تملكني لاحقا خوفا اكبر وانا اجد الرئيس المعزول في شريط مسجل من مغارة يذكرنا بتلك الاحاديث المسجلة لايمن الظواهري عبر الجزيرة وقد ظهرت خلفه اسماء الله الحسنى يستجدي منها تدخل الظواهري كما وعد في الوقت المناسب . وفي حقيقة الأمر وجدت انه واجب علينا جميعا ان نتحدث حول واقع قواتنا المسلحة وانتقادها بات واجبا لإستنهاض انتمائها الوطني ودورها المقدس ، وعندما أسترجع شريط الذاكرة لمواقف قواتنا المسلحة اجد اننا امام حقيقتين ...اما اننا لانملك جيش يستحق هذا اللقب ، او اننا شعب لا يستحق خلق هكذا مؤسسة في ظل متلازمة يمنية فريدة من نوعها (التعددية العسكرية والتعددية السياسية ) كرديف في دمار الوطن . صحيح انه في الأونه الاخيرة لم يعد الحرس ملكا للمؤتمر ولم تعد الفرقة ملكا للاصلاح من الناحية الظاهرية ، لكن لا يزال الواقع الميداني يوحي بالصورة نفسها نظرا لإنعدام التثقيف العقائدي وثقافة الإنتماء لدى الجندي اليمني ، حيث تجسدت لدى عناصر الفرقة صورة علي محسن كوطن واحمد علي كوطن للحرس وهو ما عكس واقعا مليشيا يجرد القوات المسلحة من مؤسستها ويقدس الفرد والجماعة ويحتاج الى عقود في حال قررنا معالجته . ومع اني لست خبيرا عسكريا لكن لدي قناعة تامة ان ما حدث من هيكلة للجيش اليمني ليس كافيا لبناء جيش وطني او نواة او بادرة امل لذلك في ظل ضعف شخصية هادي عسكريا ووزير دفاعه فضلا عن تدخل الكثير من الايدي في ذلك والتي تستطيع تحريك ما يعجز عنه هادي او وزيره من الجنود . ومع ان صناعة المؤسسة العسكرية تعتبر حصيلة تراكمية فاننا نحتاج فعليا الى اكثر من عشرين عام لصناعة سيسي قادر على حماية الكهرباء (عفوا الوطن ) وذلك انطلاقا من وحي ميدان القوات المسلحة لا من وحي سنحان القديمة او الجديدة. ولان اللوحة الوطنية والمشهد الذي رسمه الفريق السيسي يوم أمس لم يفارق طابقة الجفون وانا ارى ذلك المشهد الوطني وكل اطياف المجتمع والتيارات الدينية ترسم خارطة الوطن كبديل لخارطة الدين السياسي ، خارطة بقياس مصر الامة لا مصر الجماعة ... كان للنوم ان يسترقني لأجد نفسي وقد تحركت عجلة الزمن الى 2030 م وانا اجد المشير هادي يقيل افرستاين من موقعه كرئيس للجمهورية ويكلف بنعمر لادارة شؤون البلاد . كانت الكلمات تتوالى من جميع المكونات والتيارات وهي تعزز الفرقة الوطنية وعلي محسن يلقي كلمة تمرد اليمنية والتي مد من خلالها يده الى كافة الاراضي اليمنية (عفوا الفرقاء السياسيين ) للتصالح والعمل وفق ارضية جديدة ...اصحو من منامي وانا احلم بوطن عقمت نسائه ان يلدن سيسيا .