قالت مصادر سياسية وُصفت بأنها رفيعة المستوى في تل أبيب، أمس الثلاثاء، إن الدولة العبرية قررت في الأيام القليلة الماضية تخفيف معارضتها في ما يتعلق بقيام الدول الغربية بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة، ونقلت صحيفة ‘هآرتس′ العبرية عن المصادر عينها قولها إن القرار الإسرائيلي جاء بعد أن أصبحت الدولة العبرية متأكدة من أن الوضع الحالي في سورية يمكن أن يؤدي إلى انتصار مقاتلي حزب الله والمنظمات المدعومة من إيران والذين يحاربون إلى جانب نظام الرئيس السوري د.بشار الأسد. وساقت الصحيفة العبرية قائلةً إنه، على ما يبدو، فإن قرار تخفيف معارضة الدولة العبرية لتزويد الغرب للمعارضة بالأسلحة جاء على خلفية وجود تقديرات لدى المؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل تشير إلى أن الرئيس الأسد من شأنه أنْ يقوم بتغيير موقفه، والانتقال إلى تأييد العمليات، التي أسمتها المصادر بالعمليات الإرهابية، ضد إسرائيل في المنطقة الحدودية بين البلدين في هضبة الجولان العربية السورية. يُشار إلى أن الرئيس الأسد كان قد أعلن عن فتح جبهة الجولان إمام المقاومة، والقرار هو إعلان نهاية مرحلة طويلة من الهدوء على الجبهة السورية الإسرائيلية التي تحققت اثر التوصل إلى اتفاقية فصل القوات في أيار (مايو) من العام 1974 وبنتيجة جولات مكوكية لوزير الخارجية الأمريكي في حينه هنري كيسينجر. وقد اهتزت هذه الاتفاقية بعد أن خرقتها إسرائيل مرارًا، بالإضافة إلى حوادث متفرقة على الجبهة، شن الطيران الإسرائيلي عام 2004 هجوما على موقع مهجور للجبهة الشعبية القيادة العامة في عين الصاحب في ريف دمشق، وفي عام 2007 شن هجوما على موقع الكبر في دير الزور بدعوى الاشتباه بوجود منشأة نووية، وأعلنت سورية في الحالتين احتفاظها بحق الرد وأحالت الاعتداءات على الأممالمتحدة، علاوة على ذلك، أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، عن استعداد الحزب لتقديم العون المساعدات للمقاومة الشعبية في الجولان العربي السوري المحتل. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الصحيفة، فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن تحقيق الانتصار للمحور الإيراني في سورية، والذي يُطلق عليه في إسرائيل محور الشر، بدون إبداء ردة فعل غربية صارمة من شأنه أن يشجع طهران على المضي قدمًا في تطوير برنامجها النووي من دون أي رادع حقيقي، على حد قولها. ولفتت الصحيفة إلى أن الدولة العبرية كانت قبل أنْ تخفف معارضتها هذه تحذر الدول الغربية من مغبة تزويد المعارضة السورية بالأسلحة وتحديدًا الأسلحة المتطورة، وتشير إلى أن هذه الأسلحة يمكن أن تقع في نهاية المطاف في أيدي منظمات الجهاد العالمي المؤيدة لتنظيم القاعدة، وأن توجه نحو إسرائيل، موضحة أن الحكومة الإسرائيلية قامت بتمرير رسائل تحذير في هذا الشأن إلى إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وإلى كلٍ من فرنسا وبريطانيا. جدير بالذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قررت أن تزود المعارضة المسلحة في سورية بالأسلحة بعد أن تأكدت من صحة الأنباء التي أفادت بأن نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية ضد المعارضة، علاوة على ذلك، قرر الاتحاد الأوروبي بعد ضغوط كبيرة مارستها كل من فرنسا وبريطانيا عدم تجديد الحظر الذي فرضه على تزويد المعارضة السورية بالأسلحة لدى انتهاء مفعوله الشهر القادم، على حد قول المصادر.