لم اشعر بالدهشة حينما رأيت ذلك المشهد الملفت لرفع الخيام من ساحة الثورة من مختلف الجهات بساحة التغيير خاصة في ظل بقاء رموز وأركان النظام في ابرز المناصب ولم يتغير سوى الشيء اليسير مما نادت الثورة بتغييره في البلاد . بدا الأمر لي منذ الوهلة الأولى بأنه طبيعي جدا ولا غرابة فيه لست ادري لماذا انتابني هذا الشعور ؟ هناك فرق إذا بين نزع خيمة ثائر اقسم ألا يغادر الساحة إلا بتحقيق حلم الشهيد ورفع خيمة عضو في حزب ما جاء إلى الساحة بأمر تنظيمي إلزامي ليس له الحق في إبداء رأيه أو النقاش بشأنه كون الولاء والسمع والطاعة أمور مطلوبة يجب ان تتوافر فيمن ينتسب لأي من أحزاب اليمن وخاصة الدينية منها ما يقارب ألف خيمة رفعت وهذه الخطوة بلاشك فان لها جوانب ايجابية كثيرة منها تسهيل حركة الناس والباصات في شوارع أمانة العاصمة وأصحاب الأحياء السكنية الذين تضرروا وذاقوا العناء والمرارة جراء استضافتهم لمئات الآلاف من الثوار طيلة عام ونيث وأكثر . لذا كان لابد من اتخاذ خطوة إنسانية كهذه لكي لاتكون الثورة كابوسا مخيما على رؤؤس ابنا الأحياء المجاورة . ينبغي علينا أن ندرك بان الثورة ساحتها اليمن بكل ترابها وبحرها وسمائها وليس بضعة كيلوا مترات في هذه المدينة أو تلك نذكر إخواننا في الإصلاح بان وصول باسندوة إلى منصبه ونصف حكومة وفاق وغيرها من الأمور والانجازات البسيطة التي تمت بفضل الثورة كل ذلك لا يكفي لان نبدأ بالتفكير بمسألة مغادرة الساحات . احمد علي ما يزال في منصبه واليمن في عنق الزجاجة وبوادر الحوار الوطني لا تشير إلى ما يطمئن الثوار او يشعرهم ببعض الأمل بإمكانية الإجماع على استكمال تحقيق أهداف الثورة التي ماتزال حتى اللحظة كما قال الدكتور عبد الحكيم الفقيه بأنها تسلل . الإصلاح جند عشرات الآلاف وآلاف المنضمين للثورة لم يستلموا رواتبهم حتى اللحظة أعضاء الإصلاح انضموا للساحة بعد الشباب وأكلوا ما لذ وطاب وخزنوا بأحسن القات وتقاضوا مبالغ مالية ومصاريف لم يتقاضى رفقائهم المستقلون عشرها او نصف العشر ولكن الأيام أثبتت للجميع أن الثائر الحقيقي لاتهمه المادة ولا تؤثر فيه الضر وف وانه قابل للطرق والسحب وكل أساليب القمع ايا كان مصدرها مضمون الكلام هو أن المشهد الذي تم خلال الثلاث الأيام الماضية لم يكن مثيرا كون كل الخيام التي رفعت تم إنشاءها من قبل الأحزاب وبدعم من تجار وأثرياء المشترك وكانت لغرض الحسم الثوري عندما رفض صالح التوقيع على المبادرة الخليجية وتم جلب الثوار والشباب من مختلف المحافظات للزحف إلى القصر ولكن صالح حينها أدرك الأمر واستبق الحدث بالتوقيع على المبادرة مجبرا وهو ليس راض .