انتقل العصيان من يومٍ واحدٍ في الأسبوع إلى أسبوع كامل بأيامه السبعة, فهل هذا العصيان -مع ما يرافقه من إغلاق الدوائر الحكومية والمدارس والجامعات والمحلات وقطع الطرق- سيحقق أهدافهأم أنه على العكس لن يتضرر منه إلا المواطن فقط؟!. انطلقت دعوات من قبل لتقييم نتائج عصيان الأربعاء الأسبوعي وآثاره على حياة المواطنين ومعيشتهم, حيث ارتفعت أصوات من هنا وهناك تنادي بإلغاء هذا العصيان المستمر لما يترتب عليه من ضرر بأصحاب القطاع الخاص, خاصةً أصحاب المحلات والعمال بالأجر اليومي الذين يدفعون وحدهم في الواقع ضريبة هذا العصيان. نعم, كان ينبغي أولاً قبل البدء في عصيان يستمر لأيام أن نقيِّم عصيان يومٍ كامل, هل له آثار إيجابية أم أن ضرره يعود فقط على المواطن وحده؟ ثم من خلال تقييمنا نخطو خطوتنا التالية, وليس من الحكمة أن نفقد تعاطف وتفاعل شريحة كبيرة تشكو مما لحقها بسبب هذا العصيان المستمر الذي يفرض عليها فرضاً وبدأت تتململ منه, ثم نأتي لنقول: إن المواطنين تفاعلوا مع دعوة أسبوع الهبة!!. للأسف إن الحقيقة التي ينبغي أن ندركها أن الناس لم تتفاعل مع أسبوع الهبة بل أكثر الناس ضد هذا العصيان المستمر, فقد خرج الطلاب من بيوتهم إلى مدارسهم ثم عادوا لأن الباصات أعادتهمبسببقطع الطرق ومن وصل إلى مدرسته وجد من يرده من أمام بابها, فأين هذا التفاعل؟! ومن يتابع صفحات التواصل الاجتماعي وتعليقات القراء على أخبار المواقع سيرى الاختلاف الكبير بين الناس حول هذا العصيان. أكبر المتضررين من هذا العصيان هو التعليم والقطاع الخاص ومن يرى أن هناك ضرر على السلطات فليتحفنا به لعل عنده أثارة من علمٍ أو يرى ما لا نرى, فالطلاب يمنعون عن الدراسة في المكلا بينما العكسفي سيئون وغيرها من المدن, بل ودخل الطلاب إلى قاعات الدراسة لأداء الاختبارات الفصلية, فكيف سيعوض طلاب المكلا ما فاتهم من أيام خاصة أصحاب الشهادة الأساسية والثانوية إذ يأتي الامتحان مركزياً؟. هنا سيأتي من يرد عليك: لا بد من التضحية لأجل القضية وهذا لا إشكال فيه, لكن التضحية والنضال يكون شاملاً لا تختص به منطقة دون غيرها,فالمكونات الداعية لعصيان الأسبوع مطالبها عامة والعصيان إنما ينجح ويحقق مطالبه إذا صار عاماً اتفق عليه الجميع لا أن يكون في منطقة محدودة. التقيت ببعضٍ من أصحاب المحلات والعمال وكلهم يشكو مما لحق بهم من ضرر نتيجة إغلاق محلاتهم وتوقف أعمالهم والخسائر التي يتحملونها, وهؤلاء شريحة كبيرة من المواطنين ينبغي عدم إغفال رأيهم أو خسارة تفاعلهم مستقبلاً مع الفعاليات وهم يقولونها بكل صراحة: (إن الذين يدعون للعصيان وإغلاق المحلات والدكاكين لن يصيبهم شيء لأنهم موظفون سيستلمون راتبهم آخر الشهر فالذي يضحي وحده هو من يتضرر من هذه الفعاليات) كلام منطقي بحاجة إلى من يتأمله ويرد عليه بمنطق مثله. كل أملي أن تعيد الهيئة التنسيقية للهبة الشعبية بالمكلا النظر في استمرار هذا العصيان وتقييم نتائجه وآثاره في ظل الأهداف المؤمل تحقيقها منه بعيداً عن ألفاظ التخوين والتهجم الشخصي الذي يجيده البعض كسلاح ضد المخالفين له في الرأي فأصوات المعارضين ستتزايد وسترتفع شئنا ذلك أم أبينا وربما خسرنا تعاطف شرائح مجتمعية هامة لها تأثيرها وأثرها لأننا لم نستوعب رأيها ونحترم اختلافها معنا.