بعد تحقيقها للمركز الثالث على مستوى المحافظة في شهادة الثانوية العامة الطالبة عائشة بامعيبد.. رغم الإعاقة تفوَّقت وتميَّزت على مدى سنوات دراستها الإثنتي عشر ظلت الطالبة عائشة تتربع على مراتب التفوق حاصدة لمراكز التقدم محافظة على موقع الريادة فلم تتنازل ولم تهن ولم يتسلل الألم إلى نفسها فالألم والأمل كلمتان متشابهتان في الأحرف ولكنهما مختلفتان في المعنى وذلك ماأدركته وأكدته عائشة يقيناً.أحست بالألم ولكنها كان ايجابياً عندها, الألم كان دافعاً لها نحو الأمل.والأمل كان منهجها,توالت الأيام ومرت السنين وهاهي اليوم ترتقي لمنصة التتويج وتقف أمام وزير التربية والتعليم وقيادات السلطة المحلية والتربوية بالمحافظة ومن خلفها المئات من الحاضرين يمتلكهم الدهشة والإعجاب وهم يرون الطالبة عائشة التي تحدت إعاقتها وتفوقت وتميزت.ذلك ماكان في الحفل الفني والخطابي والتكريمي لأوائل الطلبة والطالبات في الشهادتين الأساسية والثانوية للعام الدراسي 2012/2013م. الذي أقيم بقاعة الاحتفالات بتربية حضرموت الساحل في شهر فبراير الماضي, صفق لها الحاضرون كثيراً وهي تتسلم شهادة التفوق وكان التصفيق حاراً ومدوياً.إنها الطالبة عائشة سعيد علي سعيد بامعيبد الحائزة على الترتيب الثالث في لائحة العشرة الأوائل في امتحانات المرحلة الثانوية بقسمها الأدبي للعام الدراسي 2012/2013م. بمعدل 93.25% محققة هذه المرتبة بين 2758 طالباً وطالبة. أبصرت عائشة النور عند ولادتها وهي مصابة بإعاقة شملت جسدها تمثل في شلل كلي.كانت الخطوة الأولى في طريق العلم هي إمساك القلم بيدها وذلك ليس بالأمر الهين عليها مع أيادي لاتتحرك وأصابع مشلولة.ولكن الإرادة التي تمتلكها عائشة جعلت ذلك واقعاً.فخطت بيدها وتعلّمت.وقبل ذلك كان النطق فالكلام وتحريك اللسان في حالة عائشة مستحيلاً ومع الإصرار نطقت وتكلّمت.عوامل ودوافع وقفت معها فكانت أسرتها خير عون لها ساعدوها وفتحوا قلوبهم وأيدهم,شجعوها ودفعوها نحو طريق العلم.في مدرستها بمركز النور لرعاية المكفوفين بالمكلا المعلمات والإدارة والقائمين على المركز كانوا على قدر كبير من المسئولية في رعايتها وأمثالها من المعاقين.في البيت لم تركن للكسل أو الشعور بالقهر والانهزامية بل ومنذ طفولتها رغبت أن تكون طبيعية فأعمال البيت كانت تقوم بها والالتزامات المنزلية لم تبتعد عنها.الشطرنج لعبتها المفضلة تميزت فيها وشاركت في بطولات مدرسية على مستوى المكلا وتألقت وحصدت مراكز وميداليات التفوق في هذه اللعبة مما أهلها لتمثل حضرموت على مستوى الجمهورية في صنعاء. ودون أن أستمر في وصف حالة التحدي وقوة الإرادة اقرءوا ماكتبته عائشة عن نفسها وتجربتها: (يرجع الفضل إلى ماوصلت إليه بعد الله عز وجل إلى أسرتي وأمهاتي معلمات المدرسة فالجمع وقف معي وساعدني) (أتمنى أن أكون باحثة اجتماعية فانطلاقاً من تجربتي في الإعاقة ومعاناتي استطيع أن افهم كثير من الحالات الاجتماعية والإنسانية) (أشكر الله رب العالمين على ما أنا فيه وقد أعطاني القوة والصبر,وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم ,وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم) (رسالتي لكل الآباء والأمهات أن يشجعوا بناتهم على الدراسة) أن الشعور بالتفاؤل والإصرار والتحدي والصبر ذلك هو أسلوب حياة الأمل عند عائشة.هنيئاً لعائشة هذه الإرادة.وأخيراً نسأل من هو المعاق ياعائشة!!!