ماذا عساي أن أكتب وقد تبعثرت الأحرف , وتعثرت الكلمات , وسال الدمعُ على الوجنات , ويبست على الشفاه الابتسامات , وشرد التأمل والتفكّر في أوديةِ من المتاهات , وأستعصى النثر والبلاغة , وأمسك القلم عن التعبير والكتابة , انتصبت لذلك القوافي شامخة تصف وتحكي , ماكن الصدر وخفي, ذكرى مؤلمة ألمّت بنا , وحادث أطمّ لحق بنا وحلّ بساحتنا , ذكراه في مثل هذا اليوم السابع عشر من رمضان من العالم الماضي , أخذت يد المنون أخاً شقيقاً وصديقاً رفيقاً - هو وأسرته الكريمة – تربينا وترعرعنا معاً , وحلمنا معاً بغدٍ مشرقٍ وضّاء , فجاء ذلكم الحادثُ الأليم , فذهبت الأماني سُدى , وانشطر العمر فحلّ بالباقي الآلام والأسى , فولّى الفرح والمرح , ما بقيت غير دمعات وشريط من الذكريات , ولكن ال عوض في الله دائما وأبداً , وإليه المصير والملتجأ , وبذكرى الحادث وقع اختياري على أبيات هي أقدر على وصف الحال والمآل , وأبلغ في الوصف من أي نثر ومقال … " سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تفض فحسبك مني ما تكن الجوانحُ وما أنا من رزءٍ وإن جلّ جازعٌ ولا بسرور بعد فقدك فارح ُ لئن حسُنت فيك المراثي بذكرها فقد حسُنت من قبلُ فيك المدائحُ " ************** " إذا ما دعوت الصبر بعدك والبكا أجاب البكا طوعاً ولم يجبُ الصبرُ فإن ينقطع منك الرجاء فإنه سيبقى عليك الحُزنُ ما بقى الدهرُ " ************** " حزني عليك بقدر حبّك لا أرى يوماً على هذا وذاك مزيدا ماهدّ ركني بالسنين وإنما أصبحت بعدك بالأسى مهدودا " لا مزيد على هذا وذاك , ماهي الا كلمات موشّاة بأبيات بمناسبة ذكرى الحادث, رحمك الله يا أبا عبدالله رحمة الأبرار وأسكنك وزوجك فسيح الجنان , وألهم الجميع الصبر والسلوان …