كل عام يأتي شهر رمضان من منا على قيد الحياة ومن منا قد فارق الحياة من أهلنا وأقاربنا وأصدقائنا أو من يعز علينا , فهذا شهر فيه الخيرات والبركات وفيه الحسنات والكنوز فعلينا استثماره في كل حين طيلة هذا الشهر الكريم ولا نحرم منه. فعلينا التغيير في هذا الشهر الفضيل تغيير في أقوالنا وأفعالنا بصورة أفضل وكذلك التغيير في سلوكياتنا وطبائعنا إلى جانب ذلك كله تغيير في أخلاقنا إلى الأفضل فهذا الشهر لابد أن نبادر أنفسنا ونحاسبها أولا قبل أن نحاسب . فإن شهر رمضان فرصة عظيمة على كل مسلم يقينا تماما بإسلامه وإيمانه بأن يغير كافة الأمور السلبية التي يجدها فيه ويبادر على اقتلاعها فورا ويغير منهجيته على تلك السلوكيات والتصرفات التي يرتكبها , فهذا الشهر يدربنا على أمور كثيرة ويعلمنا على أسس ايجابية لابد أن نتعلمها ونقتدي بها . كما أن شهر رمضان هو شهر الصبر والثبات فيعلمنا الصبر عندما نكون صيام على القول والفعل من اجل ننال الأجر والثواب من المولى عزوجل ويدربنا على تحمل المشقة في الصوم طيلة النهار وان نتعلم بان هناك أناس محتاجين لقمة العيش التي لا يجدونها في بقية الأوقات الأخرى ونحن لا نشعر بهم إلا إذا أتى إلينا شهر رمضان نحس بهم ونتذكرهم ما يعانون به . فالله سبحانه وتعالى فرض علينا الصيام لكي نستشعر ببقية الفئات من المجتمع الذي يعانون من الجوع ولقمة العيش وفرض الصوم على الغني والفقير وان يستشعر الغني في صومه طيلة يومه في هذا الشهر أن يتذكر أن هناك الفقراء والمساكين الذين يطلبون منه المساعدة والإغاثة وأنهم لا يجدون ما يسد جوعهم فالصوم يذكرنا بهذا . شهر رمضان شهر التقوى علينا أن نتقي أنفسنا فيه وان نغرس في أنفسنا الصدق والمحبة والحرص وان نتجنب الأمور المنكرة والسلوكيات الخاطئة كالكذب والحسد والغلو والكراهية وكذلك تجنب العادات السيئة كالتدخين ومضغ القات وغيرها وان نتذكر أن هذا الشهر يعلمنا أمور فيه الخير والصلاح ويدربنا على التقوى مع التعامل مع الله سبحانه وتعالى والتعامل مع الآخرين وان نحفظ أنفسنا من الوقوع في المنكرات والزلات . وفي الختام اسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم أعمارنا ويعيد علينا رمضان أعوام وسنين مديدة ونحن في صحة وعافية مع أهالينا وان يتقبل منا صيامنا وقيامنا وصلواتنا ودعائنا وسائر أعمالنا الصالحة ويجنبنا من كل مكروه وان يحفظ بلادنا ويديم عليها الأمن والاستقرار .