عبدالله بن حميدان. لم يعد يفصلنا عن مؤتمر تيديكس المكلا سوى ثلاثة أشهر وهي مدة جدا قصيرة للتحضير لمؤتمر دولي بهكذا حجم يخص حضرموت، أقول قولي هذا من منطلق الحرص على المؤتمر بعيدا عن التشاؤم كون الواقع المفعم بالضبابية حتى اللحظة لا يبشر بخير . الإعلام حضور باهت الإعلام أهم عنصر من عناصر نجاح المؤتمر يبدو أنه قد ولد معاقا فمنذ بداية حصول المكلّا على الترخيص اكتفى الأخوة القائمين عليه بخبر خجول في المواقع الالكترونية والباقي على شبكة التواصل الاجتماعي وكان الأجدر بهم عقد مؤتمر صحفي يوضحون فيه ما سيعتمل في المرحلة المقبلة قدوة بغيرنا من المدن. نقطة أخرى غاية في الأهمية تتمثل في محدودية انتشار الجانب الدعائي على مستوى حضرموت حيث لم تكن الحملة الإعلامية منظمة بحيث تصل إلى مختلف الوسائل الإعلامية ولم يعتمد المنظمون على تنوع الوسائل للفت نظر الحضارمة على النطاق المحدود، وكثيرا ما ننبهر حينما ندرك أن ثمة شريحة واسعة من الحضارمة لا تعلم مطلقا عن حصول المكلّا على ترخيص المؤتمر وشريحة أخرى ليس لديها علم بماهية المؤتمر من أساسه. الغموض في تشكيل اللجان لا يزال الغموض حتى اللحظة يخيم على اللجان العاملة (إن وجدت) فلم نسمع عن تشكيل لجان بطرق شفافة تضمن ديمومة العمل وفق رؤى وبرامج واضحة، ولم نلمس أن هناك عمل مؤسسي قادر على المضي بالمؤتمر قدما إلى سكة النجاعة المنتظرة. لعله كان من الأجدر فتح الباب للترشح في اللجان ومن ثم يتم اختيار الكفاءات ليمنحوا الثقة الكافية من أجل أن يعملوا بعيدا عن التدخلات الفوقية والخارجة عن الإطار المحدد للعمل التي عادة ما يراها الجميع بارزة وبقوة. فالشخصنة التي تُعتمل حاليا قد تدمر المؤتمر قبل أن يبدأ، إذا كان هناك ثمة تجار حضارم سيدعمون المؤتمر فلا اعتراض على ذلك، بل كل حضرموت وشبابها سيرحبون بهذا الدعم السخي، لكن أن يختزل المؤتمر في شخص واحد لا يستطيع القائمين على المؤتمر أن يخطوا خطوة دون علمه وموافقته، فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا، وصراحة كم أنا متخوف من أن يتحول تيديكس المكلّا إلى تيديكس (…………..) !!. فتح باب الترشح يزيد التخوف مؤخرا تم فتح باب الترشح للمتحدثين للمؤتمر وكالعادة كان خبر الترشح خجولا للغاية ولعل الكثير من الشخصيات الحضرمية التي وصلت إلى العالمية وستضيف للمؤتمر إضافة نوعية، لم يصلها خبر فتح باب الترشح وكم أتمنى أن يتواصل المنظمون برسائل شخصية إليهم لتتاح لهم فرصة المشاركة وإثراء المؤتمر. نقطة أخرى غاية في الأهمية تتمحور حول تخوف الكثير من الشخصيات الحضرمية العالمية الترشح للمؤتمر من أساسه وهؤلاء يبنون تخوفاتهم من أسباب مقنعة تتمثل في غياب وجود لجنة اختيار مكونة من شخصيات اعتبارية متخصصة ومدركة لتفاصيل مهامها. وثانيا عدم وجود آلية واضحة ومعايير شفافة لاختيار المترشحين تدفع الكثير من المتقدمين إلى العزوف خوفا من حضور سمة "الدحبشة" في الاختيار طالما لا توجد لجنة متخصصة أو معايير واضحة تضمن سلامة الاختيار. في الختام أؤكد أنه مثلما هو بالإمكان أن يكون تيديكس المكلّا المؤتمر الأنجح والأفضل في المنطقة استنادا إلى الترسانة الحضارية والعلمية لحضرموت مثلما قد يكون المؤتمر الأسوأ في تاريخ المؤتمرات إذا بقيت آلية العمل تمضي بنظام الشللية وسلطة الفرد الواحد.