تلقيت دعوة للمشاركة في حفل إشهار التيار الجديد مثقفون من أجل جنوب جديد ولم يكن لدى علم ولا معرفة مسبقة عن من وراء هذا التيار ولاعن أهدافه ولاعن المرجو منه ومن تشكيله وهل سيضيف هذا التيار جديد للثورة السلمية التحرريه الحضرميه الجنوبيه أوانه كغيره من المكونات والتيارات المشكلة التى سببت لنا صداع وكانت عائق حد من سرعة ثورتنا السلمية بسبب خلافات وصراعات القائمين عليها على القيادة والوجاهة والمال وبسبب ارتباط بعض عناصرها بجهات تعمل لإفشال وإخماد هذه الثوره العظيمه .. لذلك ترددت فى الحضور خاصة و أنني كنت ابتعد قدر الامكان عن المشاركة والحضور في أي تجمعات و أي مكونات وأي لقاءات وكنت اكتفي بالمتابعة لكل مايدور ويجرى بحرص ومن بعيد .. المهم تغلبت على ترددي وحضرت كغيري من الحضور تكريما مني وتقديرا لصاحب الدعوة أخى د. عبدالله سعيدالجعيدى واستمعنا لما دار وطرح من اهداف التيار الجديد من قبل أخينا د. سعيد الجريري رئيس اللجنة التحضيرية لمثقفون من أجل جنوب جديد وما ان انتهت جلسة الاشهار بدأنا نسمع بعض التلميحات والتعليقات من بعض الحاضرين سوى كانت مؤيدة أو معارضة لتشكيل هذا التيار فى هذا الوقت بالذات ولا أخفيكم انه بقدر ما سعدت واستبشرت خيرا بالقائمين على هذا التيار من أكاديميين وأساتذة أفاضل أعرف اغلبهم معرفة جيدة وهم من أصحاب الخلق الطيب والثقافة العالية والنوايا الحسنة إلا أني فى الوقت نفسه كنت متشائم بسبب التفريخ المستمر للمكونات والتيارات السياسية والأهلية وبسبب عدم الوضوح فى الموقف من حضرموت وحقوقها وكنت أتمنى أن يكون هذا التيار مثقفون من أجل حضرموت جديدة لان المعروف يجب ان يبدأ بالأهل والأقارب خدمة لحضرموت وأهلها وهذا واجب تاريخى ودينى ووطنى فحضرموت محتاجة لمن يهتم بتوعية وتنوير وتثقيف ابنائها وتعريفهم بتاريخهم وحضارتهم وهويتهم وبحقوقهم التى هدرت ابتدأ من العام1967 ولازالت مهدورة حتى يومنا هذا بسبب التفريط فيها وبسبب انفعال وتسرع وجهل بعض ابنائها .. هذا لا يعني اننا نرفض وحدة المثقفين الجنوبيين أو نرفض دوله جنوبية واحدة من المهرة شرقا وحتى باب المندب غربا على العكس نحن مع وحدة المثقفين الجنوبيين بل ومع وحدة كل الجنوبيين كما أننا مع دولة جنوبية واحدة ولكننا مع حضرموت أولا ومع تحديد وتوثيق الحق الحضرمي قبل الإنجرار وراء أي مشاريع تعيد ماسات العام 1967م وكلنا يعرف ماجرى ويجري بسبب عدم تحديد وتوثيق الحقوق لكل الأطراف أو السلطنات التى قامت على أنقاضها جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التعيسة . إننا نربأ بكم أخوتنا الأفاضل من ان تكونوا طرفا ومن غير أن تقصدوا في تكرار ماسات 1967م بالتفريط فى حضرموت والتفريط فى الحقوق التاريخية والجغرافية والاقتصادية والسياسية لحضرموت وشعبها . إن التفريخ المستمر والمتزايد للمكونات والتيارات السياسية والأهلية المدعية الحق فى التعبير عن أحلام وطموحات الشعب الحضرمي والجنوبي كثيرا ماتشعرني بالتأزم والقلق وتجعلنى أتساءل باستمرار عن أسباب هذه الظاهرة ومن يقف ورائها وهل هو عمل تلقائي وطني يسعى من خلاله الافراد والجماعات للوصول الى التحرير والاستقلال ام هو رغبات لدى الافراد فى الظهور والقيادة والحصول على قسم من كعكة لا تزال بعيدة والوصول اليها يحتاج الى وحدة الصف ووحدة القيادة ووحدة الهدف ويحتاج الى صدق وتضحية وتغليب العام على الخاص وأصدقكم القول بانه دائما ماينتابني شعور بأن هذا التفريخ عمل منظم ومدروس تقوم به اجهزة تسعى من خلاله الى تمزيق الصف الحضرمى والجنوبى وإثارة الفتن والنزاعات ( وهذا مانراه اليوم بين اخوة النضال الواحد ) لإضعاف الوحدة الوطنية ولإضعاف وتهميش المكونات الثورية السلمية الكبيرة ( الحراك السلمي الحضرمي الجنوبي ) المعبر عن القضية الجنوبية والحامل لراية التحرير والاستقلال . . نحن نثق فى القائمين على هذه المكونات والتيارات ونقدر الجهود والتضحيات التى يبذلوها ولا نشك اطلاقا فى نواياهم الحسنة ولكننا نخشى عليهم وعلى انفسنا وعلى وحدتنا وترابطنا وعلى قضيتنا العادلة من الإكثار فى التفريخ لهذه المكونات والتيارات ومن مكر وخداع وتآمر هذه الاجهزة .. لذلك وتجنبا للوقوع فى براثين الخطط والمؤامرات لهذه الاجهزة والهادفة الى القضاء على ثورتنا السلمية التحررية نناشد الجميع باسم أرواح الشهداء وآلام الجرحى والمعتقلين ان يكفوا عن التفريخ للمكونات والتيارات السياسية وأن يعملوا على توحيد الصف وإقامة كيان سياسي ثوري سلمى واحد وجامع لكل المكونات والتيارات على الساحة الحضرمية والجنوبية مع احتفاظ كل كيان باستقلاليته لتوحيد الرؤية والكلمة والهدف لمواجهة النظام الاستعماري الجاثم على صدورنا وعلى أرضنا ولمخاطبة الاقليم والعالم بصوت واحد وهدف واحد ودعوتهم للوقوف معنا لاستعادة دولتنا دولة حضرموتوالجنوب العربي .