أكرم أحمد باشكيل نجم المكلا / كتب : أكرم أحمد باشكيل في عالم السياسة ودهاليزها المظلمة كل شيء ممكن … فهذه العوالم في مقاصدها لاتنسجم مع دعاة النوايا الحسنة.. وقد ذهبوا بها بعيدا في التعريف الاختزالي لها عندما اطلقوا عليها ( فن الممكن ) .. وهي كذلك حيث انها قائمة على قاعدة لا اخلاقية تقول : "في السياسة لامصالح دائمة ولاعداوات دائمة "… فالمتغير النفعي هو ترمومترها الابدي الذي يدور عليه ويدوره السياسي في لحظة من لحظات الزمن ولايجد في ذلك غضاضة كما يراها غيره بقالبه الاخلاقي الذي جبل عليه …!! من خلال هذا الفهم فالقراءة لما يحدث اليوم للرفاق القدماء الجدد الذين رأوا فيما يعتمل من احداث في اليمن هو التقاط ( الممكن ) منها بطريقة برجماتية صرفة لاترى فيها عوجا ولاأمتا اللهم فقط وضعوا نصب اعينهم تداخلات الاحداث وتشظيات المنطقة وحاجة (المعازيب) الى ربابنة يقودون لهم هذه السفينة بأمان وسط هذا الامواج العاتية خوفا منهم ان يدركهم الطوفان وحينها لاساعة ندم …!! وفق هذا التصور تداعوا كما تتداعى الأكلة الى قصعتها وظنوا ان هذا حرصا منهم على وطن يضيع وأمة تشقى… وهم بفعلهم هذا ينقذون الوطن من الضياع … وأي ضياع هذا وقد ذهبوا بمستوى التمثيل ماذهبوا وارادوها وكانوا قاصدين … ولقد علموا قبل ذلك وبعده ان القسمة في السياسة لاتقسم على اثنين … فكانت نتيجة ذلك …الانقسام كعنوان عريض لهذا اللقاء . حضرموت هناك لاحضورلها الا بإسمها المفروض عليهم لابشخوص الافراد منها… ولأن المسالك التي اتخذت وعره كان السير متعبا ان لم نقل محبطا للغاية نحو الانقسام والانهزام للرؤية الحضرمية الخالصة فأتت على ذات الشاكلة التي تآلفت أقطابها .. وتباعدت رؤاها كأنها لم تر الوثائق ولم تدر ماكان لها من دور تؤديه في مسرح اوبرا السياسة القاهرية حيث هناك وليس ببعيد منهم يرون ويشاهدون بأم أعينهم نموذج من مآلات الثورات (الربيع العربي ) بكل تشظياتها …!! ان ماحدث قبيل الانعقاد وبعده من اولئك المحسوبين على حضرموت من خلافات عكست – مع تقديري للكل – الجغرافيا التي يعكسها العمل السياسي في جزء منه في حضرموت وان كان الكثير منهم قد ادعى التمثيل الشعبي لينأى بنفسه عن المحاسبة السياسية في المواقف والتمثيل وهي كارثة كبيرة بإمتيازتعكس مغالطة سياسية مفضوحة ولعبة مكشوفة لايتقبلها العادي فضلا عن السياسي …!! إذن نحن في حضرموت لم نقرأ تاريخنا السياسي ولم نعتبر لكل مامضى بل لازلنا مصرين على تكرار المآسي وإجترارها مع سبق الاصرار والترصد … لم نتوقف عند مشاريعنا الكبيرة التي نظر لها رواد حركة التنوير في حضرموت من أمثال المفكر سعيد عوض باوزير ولم نلتفت الى القادة السياسيين من امثال باعباد والغرابي وغيرهم اصحاب مشروع الدولة الموحدة لحضرموت ولايعيبوا ان تمتد الى ماسواها بعد حماية نفسها وتحقيق غايات اهلها … ان هذا الطريق الذي يسلكه الساسة اليوم ويصنعون له رؤاه هو فيه من المطبات مافيه وربما وعورته لاتقل عن وعورة (نفق جولد مور) بعدن الذي اوصلنا الى مانحن فيه …والسؤال الملح دائما وأبدا الذي يطرحه الناس البسطاء .. الى متى يبقى هؤلاء بشخوصهم يجعلونا حقل تجارب لهم …!! وهم ينعمون في كل المنعطفات بنعيم الحياة ولذيذها والشعب وحده يدفع ثمن تجاربهم الخاطئة …! نحن لايمكننا إمتلاك الجواب الا اذا امتلكنا ارادتنا في التغيير الذاتي الحقيقي المعبر عن تطلعات هذه الامة التي تمتلك في ذاتها مشروعا حضاريا مدنيا قد ولد من رحم طبيعي لكنه وئد سريعا لانه لم يرتبط بحبل سري إقليمي أو دولي … عودوا ايها الحضارمة وإقرأوا جيدا ولعلكم قد شربتم من النيل مثلما شرب الاديب الحضرمي /علي احمد باكثير… وتثقفتم بما قد تثقف به فإن حدث ذلك فمنة من الله لنا ولكم وإن جئتم بما جاءت به الاوائل فتلك نقمة … ستجني معها البلاد والعباد ويلاتها … والتاريخ لايرحم …!! [email protected]