18 ديسمبر 2012م مثل تحول جوهري وبداية مرحلة جديدة في غاية الأهمية في تاريخ القضية الحضرمية , حيث استطاعت كوكبة من رجالات حضرموت المخلصين إسماع العالم أن هناك قضية حضرمية, قضية شعب استغل ونهب لنصف قرن من الزمان , قضية شعب يطالب بحقوقه وهويته وحقه في تقرير المصير . قبل هذا التاريخ كان الحلم الحضرمي مجرد آمال لا تتجاوز محافظة حضرموت وأفئدة الحضارمة في الخارج منذ قرون … لم يسمع هذا الصوت لا في الداخل ولافي الخارج بقوة, وعند الحديث عن ازمه اليمن لم يكن مسموعا سوى القضية الجنوبية والقضية الحوثية… محرم من الجنوب والشمال الحديث عن قضية لحضرموت , فقد كانت حضرموت الغنيمة التي يتناحرون ويتفاوضون ويختلفون حولها… دعاة الوحدة أعينهم عليها وقضية الجنوب لأشيءبدونها…. وبقي المارد الحضرمي نائما وصامتا…. وحين استفاق سمع صوته في الآفاق … تناولت كل وسائل الإعلام هذا الحدث محليا وإقليميا ودوليا .. فأصبحت القضية الحضرمية حاضرة امام الدول الراعية للمبادرة الخليجية . ولكن ….. هل يمثل هذا الحدث فعلا بداية حقيقية لمرحلة جديدة في القضية الحضرمية ؟ أم انه حدث يتيم خلقته ظروف آنية ؟ وهل سنتمكن فعلا من استثمار تداعيات هذا الحدث والتحول بشكل منظم ومنهجي وفعال ؟, ليتحول هذا الحدث الى بداية حقيقية للقضية الجنوبية هناك تحديات يجب تجاوزها : 1. القضية الحضرمية والعمل النخبوي والتحول الى العمل الجماهيري 2. التعامل بمرونة وعقلانية مع ( شركاء الماضي ) القضية الجنوبية واليمن 3. تطوير الإعلام الحضرمي واطلاق فضائية القضية الحضرمية 4. خلق قيادات سياسية حضرمية 5. تعزيز العلاقة بين رجال الأعمال والقيادات السياسية الحضرمية أهمية و دلالات الحدث ● الخروج بالقضية الحضرمية إلى العلن وحمل رأيتها محليا ودوليا.. قضية لآمة حضرمية في شتات وأصقاع الأرض تريد تتمسك بهويتها وتريد استعادة وطنها ● السعي لفرض القضية الحضرمية كإحدى المحاور الرئيسية لحل مشكلة ( الجمهورية اليمنية ) , القضية المركبة بين اليمن والجنوب وحضرموت. ● الخطاب المتوازن للقضية الحضرمية في دعم مطالب الجنوب ومطالب حضرموت ● لأول مرة .. البروز العلنيلدور القطاع الخاص الحضرمي في المطالبة السياسية بالقضية الحضرمية تحديات المرحلة القادمة للقضية الحضرمية 1. القضية الحضرمية والعمل النخبوي : شكلت فعاليات الحراك السلمي الجنوبي في 30 نوفمبر من هذا العام أبلغ واقوى رسالة من أبناء الجنوب للمجتمع اليمني والإقليمي والدولي … إن هذا الشعب لم يعد يريد الوحدة مع اليمن. هذا التجمع الجماهيري الضخم الأول من نوعه في تاريخ نضال الجنوب جعل جميع الدول الإقليمية والدولية تعيد بشكل كامل حساباتها بشأن القضية الجنوبية…. ظهر واضحا للعيان إن القضية الجنوبية ليست قضية مطامع قيادات ومظالم فقط بل هي قضية شعب وقضية لجماهير أرسلت رسالتها بقوة ووضوح للعالم في هذا اليوم . لم تتحول القضية الحضرمية حتى الأنإلى قضية شعبية جماهيرية على الرغم من وجودها في كيان كل إنسان حضرمي في الداخل او الخارج, لا زالت القضية الحضرمية في المنتديات , وعلى صفحات الأنترنت …. برز بصيص الأمل مع تكون كيانات سياسية مثل عصبة القوى الحضرمية والتي هي في بداياتها النضالية … والتحدي الأساسي أمامها وأمام الكيانات السياسية الحضرمية الأخرى هو ضرورة التحول إلى العمل الشعبي والجماهيري, وهو المنطق الوحيد الذي يمكن أن يفرض القضية الحضرمية محليا وإقليميا ودوليا…… فقضية حضرموت ليست قضية أكاديمية ولا نخبوية بل هو مطلب شعب وأمة حضرموت في الداخل والخارج . 2. القضية الحضرمية والقضية الجنوبيةواليمن : اجتماع الرياض ابرز خصوصية أبناء حضرموت وان هناك قضية حضرمية . ولتتمكن هذه القضية من العيش والاستمرار عليها خوض صراعات هويات ومصالح على مستويات عدة : هوية ومصالح اليمن : عودة الفرع إلىالأصل بادعاء وحدة ارض اليمن من الحديدة وحتى المهرة … واقع فرض دوليا في عام 1990م ….. لمعالجة مشكلة الجمهورية اليمنية يدفع المجتمع الدولي إلى بقاء وحدة اليمن…. اليمن تدفعهاالمطامع في الثروة ومحاولة تغييب الهوية الحضرمية. هوية ومصالح الجنوب : ارتبطت حضرموت بالجنوب منذ القدم بعلاقات وثيقة ولكنها لم تكن جزء من الجنوب حتى عام 1967م .. حدثت محاولات طمس الهوية الحضرمية بالضم الأول لحضرموت إلى الجنوب واستمرت المحاولات بالضم الثاني لحضرموت إلى اليمن. الواقع الحالي أن اليمن يدافع عن ثروات ومكاسب بدرجة رئيسية, فعقلية الغزو والبسط لازالت مسيطرة على الفكر القبلي فيها كما إنالمشكلة السكانية في اليمن في ظل انعدام الدولة والعدالة يدفعان بهذا البلد والمنطقة دون موارد إلى مزيد من عدم استقرار المنطقة..والجنوب يبحث عن هوية وعن ثروة ويرى انه لن يستطيع تحقيق استقلاله إلا بالورقة الحضرمية أي بثروة حضرموت … إثارة القضية الحضرمية في هذا التوقيت هو إضعاف للقضية الجنوبية… ومهمة الساسة الحضارمة هي في : كيف يمكن لحضرموت إقناع اليمن أنها ليست يمنية وإقناع الجنوب بانها ليست جنوبية؟ , وكيف يمكن للقضية الحضرمية التحالف مع القضية الجنوبية باعتراف الجنوب أنها حضرمية بضمان المصالح فيما بينهما ؟ طالما إن حضرموت هي هدف رئيسي لليمن والجنوب والخليج أيضا, فإدارة المصالح مع هذه الأطراف وتطمينالجميع … إن الكل سيربح… يعتبر تكتيكا استراتيجيا في إدارة القضية الحضرمية لإنجاحها في المرحلة المقبلة. الأعلام الحضرمي : كانت حضرموت رائدة الصحافة والإعلام في المنطقة … والان تفتقر إلى الإعلاميين البارزين والى حتى صحيفة واحدة مؤثرة في حضرموت او الجنوب او اليمن … المهام والتحديات التي تواجه القضية الحضرمية وحضرموت عموما في الفترة القادمة بحاجة إلى وسائل إعلام فعالة مرئية , مسموعة ومقروءة . من يستطيع أن ينكر دور القناة الفضائية عدن لايف في تأجيج الشارع الجنوبي ؟. الأحزاب السياسية أول ما تمتلك قناة إعلامية من اجل التواصل مع العالم … سمعنا منذ فترة طويلة بقرب افتتاح قناة حضرموت الفضائية … الزمن يمر … والقضية الحضرمية أحوج ما تكون في هذه الأيام إلى قناة فضائية , والى صحف حضرمية والى إعلاميين حضارمة….القضية الحضرمية بدون حامل إعلامي قوي … قضية فاشلة.. حضرموت تفتقر إلى القيادة السياسية : حضرموت تمتلك مفاتيح قيادة صياغة شكل النظام السياسي القادم لما بعد الجمهورية اليمنية …. ولآكنها تفتقد حتى الآن إلى القيادة السياسية الحضرمية التي تمتلك الرؤية وتستغل هذه الإمكانيات وتستثمرها وتقود حضرموت إلى ما يحقق طموحها ومصالح بقية الأطراف. على مر التاريخ ابدع الحضارمة في تبني أحلام الغير والمشاريع السياسية للغير …. بقيت حضرموت مهمله من أبنائها وكأنها مصيف للراحة والزيارة بين فينة وأخرى … أما العمل والبناء والاجتهاد فللغير وليس لحضرموت…. حضرموت في امس الحاجة إلى قيادة تضع حضرموت أولا. 5. رجال الأعمال الحضارمة والعمل السياسي : نجاح العمل السياسي في العصر الحاضر في كل دول العالم بما فيها المتقدمة يقوم على التلاحم بين الثروة والعمل السياسي أي بين رجال الأعمال ورجال السياسة وهي مصالح متبادلة بين الجانبين , فرجل السياسية لن يستطيع النجاح في الانتخابات وتنفيذ برامجه السياسية إلا بالمال كما أن رجل الأعمال لن يستطيع توسيع أعمالهإلا بالقرار السياسي. التاريخ الحضرمي يشير إلىأن الحضارمة كأفراد عمالقة في التجارة و السياسة و العلم وفي نشر الإسلام , يجيدون العمل الفردي ويعزفون عن العمل الجماعي… لم يكن للحضارمة لوبي او تأثير سياسي ضاغط كجماعة في جميع الدول التي هاجروا اليها .. فهم المقربون واهل الثقة في الدول التي هاجروا اليها لانهم لا يشكلون خطرا سياسيا كمجموعة يمكن أن تشكل قوة ضاغطة على النظام السياسي في تلك الدول . هذا الطبع وهذه العادة لم تعد مناسبة في حضرموت والجنوب واليمن . فالحضارمة إن لم يتحدوا ويتعلموا العمل الجماعي وتكوين اللوبيات التجارية والسياسية الضاغطة , ستنهب ثرواتهم أمامأعينهم دون أن تكون لديكم القدرة عن الدفاع عنها او عن انفسهم .. بارقة امل ظهور بعض رجال الأعمال الحضارمة في لقاء الرياض وأملناأن تتسع هذه القاعدة من رجال الأعمال الحضارمة في الداخل والخارج وان تقوى العلاقة بينهم والساسة الحضارمة …. دون دور فاعل للقطاع الخاص الحضرمي وعلاقة متينة مع الساسة الحضارمة لايمكن تحقيق حلم حضرموت .