تناقلت مؤخرا بعض من وسائل الاعلام خبر مفاده ( ان خبراء عسكريون أمريكيون أجروا مسوحات عسكرية في حضرموت وسقطرة تمهيدا لإقامة قواعد لهم هناك في الأشهر . نعتقد ان هذا الخبر لم يأتي من فراع في ظل التنافس و التسابق والصراع الدولي على اهم منطقة في العالم وهي : ( جزيرة العرب ) ولاشك ان حضرموت ليس بمعزل عن هذا الصراع والتنافس لما لحضرموت من مزايا وخصوصية وهبها ايها الخالق عز وجل , حيث موقعها وإطلالتها على اهم وأطول شريط بحري عالمي وإمكانياتها الاقتصادية الهائلة المكتشفة و المخزونة منها في باطن الارض , علاوة على ان هذا البلد وعلى مر التاريخ هو محط انظار العالم ومصدر اندهاشه وانبهاره فقد اقيمت على ارضه حضارات و دول وعاش به انسان عرف بنبوغه وصبره و جلادته فكان منهم القادة والعباد والزهاد والعلماء والمخترعين وبيوتات رؤوس المال الكبيره فلهذا وغيره ليس بالمستغرب ان تلفت حضرموت انظار العالم وتكون ضمن اوليات اجندتها الاستراتجية . المعني بهذا الخبر هم الحضارمة انفسهم لان وجود مثل القواعد وانعكاساتها سلبا او اجابا هم المعنيون به لأنها ستقام على ارضهم لذا لابد ان يكون لهم موقف ورأي حيال هذا الامر وحضرموت ليس البلد الاول في المنطقة الذي تتواجد به مثل هذه القواعد فهي ليس ببدعة فقد سبق غيرنا في هذا الامر وعلينا النظر هل وجود مثل هذه القواعد في وأوطانهم وعلى ارضهم عاد عليهم بالخير ام العكس؟ فإذا عاد عليهم بالخير في امور دينهم ودنياهم فلا نحرم انفسنا من هذا الخير وإذا كان ضرر ذلك اكثر من نفعه فعلينا ان نبتعد عنه ونرفضه ولو بقلوبنا وهو اضعف الايمان . اذا هي قضية للنقاش فيما اذا صح الخبر يجب ان تحظى بالتشاور من قبل الحضارمة انفسهم , وما نرفضه هو ان يتحدث الغير باسمنا ويبيع ويشتري فينا وفي ارضنا وكأننا ملك من املاكه , فإذا رغبت امريكا او غيرها للتعاون من نوع ما مع حضرموت فان حضرموت ارض و انسان وأهلها هم خير من يمثلها اما ان تعقد الصفقات والمعاهدات مع غيرنا وباسمنا فان شعب حضرموت في حل منها وله كامل الحق في السيادة ودفاع عن ارضه ووطنه هذا ما يجب ان يفقه القوم . نعم في ما مضى تم استباحة ارضنا ونهب خيراتنا وعقد الاتفاقيات الظالمة باسمنا وذهب خير بلادنا لغيرنا وربما اليوم يراد ان يباع الجمل بما حمل فهذا محال فان كنا لا نملك شيء من العتاد والزاد ولكن ايماننا بربنا وعدالة قضيتنا والدفاع عن حقوقنا لن يجعلنا مكتوفي الايدي فلنا الحق الكامل في الدفاع عن حقوقنا وكرامتنا و بلادنا , فإذا كنا قد فرطنا فيما مضى فلا يجب ان نفرط فيما هو ات . نحن نؤمن بحرية الشعوب والسيادة على ارضها وأوطانها و في ذات الوقت لا نصد ابواب التعاون والمصالح المشتركة بين بني البشر ولكن ذاك التعاون المبني على اسس من العدل واحترام حقوق الغير وخصوصياته فإذا وجد تعاون وفقا ولهذا الاسس والقواعد فمرحا به اللهم ما فيه الخير لنا ولبلادنا وشعبنا فلا تحرمنا منه وما فيه شر لنا ولبلادنا ولشعبنا اللهم ابعده وأبعدنا عنه انته حسبنا وعليك اعتمادنا واتكالنا . رئيس التجمع الوطني الحضرمي عضو مجلس رئاسة عصبة القوى الحضرمية [email protected]