حياة مرة يعيشها طلاب المرحلة الثانوية بمنطقة العيون مديرية غيل باوزير يتقاسمون فيها الصبر على البلاء ، والتعب على الجفاء ، جفاء من قبل سلطة لا تشعر بمعاناتهم ، وصبر على قطع مسافات طويلة لطلب العلم تبدأ من قراهم بالعيون ، لتحط رحالها في ثانوية غيل باوزير . إنها معاناة اثنين وأربعين طالباً ، بل ابتلاء كتب على كل طالب ينهي المرحلة الأساسية ليبدأ رحلة العذاب ، ومعاناة البحث عن ثانوية تقبلهم بمنطقة شحير ، أو ثانوية باوزير . خالد سلمان باسلوم محمد أحمد باقديم عمر يسلم بامؤمن طلاب في الصف الأول الثانوي يحكون قصتهم ومعاناتهم الثي تبدأ في الصباح الباكر ليركبوا في حافلة نقل بضائع ( دينا ) يحشر فيها اثنان وأربعون نفساً ، مفروض عليهم أن يذوقوا الهواء البارد في الصباح ، وحرارة شمس لافحة في الظهيرة . وحين سألتهم عن سبب دراستهم في ثانوية باوزير ، قالوا : والألم يعصر قلوبهم ، والإرهاق باد على وجوهم ، وأجسادهم الطرية ، لا يوجد في منطقتنا مدرسة ثانوية ، والمبنى المخصص ليكون ثانوية ، لم يكتمل بعد منذ سنين ، ولكن تذكرت الثانوية في شحير فسالته : أليس فيها تخفيف لمعانتكم ؟! فبعض الشر أهون من بعض . فأجاب بابتسامة : لكن الثانوية في شحير اعتذرت عن استيعابنا بسبب الازدحام ، فاضطررنا إلى الذهاب إلى ثانوية باوزير ، لأن البديل ترك التعليم ، وهو أقسى علينا ، وعلى أهلنا من تحمل تكاليف الانتقال . وأحس مني تحفزاً لسؤاله عن المواصلات ، وطريقة وصولهم إلى الثانوية ، فأردف قائلاً : نستأجر سيارة نقل ( دينا ) ب ( 110) ألف ريال في الشهر ، ثم نتقاسم المبلغ فيما بيننا ، ولكن في هذا الشهر قدمت لنا الشركة العربية للإسمنت مساعدة مالية ( 90) الفاً ، ونجمع من الطلاب ما يكمل المبلغ . هذه معاناة طلاب المرحلة الثانوية في منطقة العيون رسمها الإهمال ، وعمقها التسيب ، في متابعة المباني المدرسية ، وزاد فيها عدم شعور السلطة بتعب هؤلاء الفتية ، وتعريضهم للخطر من خلال انتقالهم في حافلة مخصصة لنقل البضائع لا البشر ، نرفعها لعل أذناً صاغية ، أو ضميراً حياً يسعى للتخفيف من هذه المعاناة ، أقلها توفير مواصلات مناسبة ، قبل أن تحل كارثة ، فنقول : يا ليتنا . وأرجو ألا أضطر إلى الاستشهاد بقول الشاعر : لقد أسمعت إن ناديت حياً *** ولكن لا حياة لمن تنادي