أنتدبتني الجهة التي أعمل فيها مع أحد المتدربين لزيارة مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط الثامن لعلوم الجيولوجيا في مملكة البحرين الذي تنطمه شركة نفط البحرين بابكو. وشاركت معظم دول الشرق الأوسط وحتى شركات اوروبية وامريكية مثل توتال، شل، موبيل وشركات كثيرة لا يسع المجال لذكرها. وقد بهرني التنظيم الكبير الذي يدل على وعي هذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بمكانته من جميع نواحي الحياة. زرت المعرض، واستمتعت وترجمت للطالب الذي رافقني ولكن الطالب كان يلاحظ ان أنتباهي مشغول دائماً ويقول لي: ما بالك ياأستاذي؟ فقلت له بصراحة : أنا وجدت كل دول المنطقة واستمعت بجناح كل دولة وحصلت على هدية من كل قسم من أقسام المعرض، وكما يقول المثل "العرق دساس" فأنا أبحث عن جناح معرض بلادي الحبيبة وقد طفت المعرض اكثر من عشر مرات ولم أجد أي دليل على مشاركة وزارة النفط اليمنية أو إحدى الشركات الموجودة في اليمن فحزنت حزناً شديداً.. وكان ملاحظ علي اليأس والإحباط لأني كنت أظن أن وزارة النفط عندهم إمكانية ولكن مثلها مثل غيرها. وبعدما أخذت هديتي من مؤسسة النفط العمانية استرحت قليل في جناح هذة الشركة العظيمية التي بهرت كل من زارها وتناولت الشاي والحلوى في جناح المؤسسة وكان لطالبي نصيب وافر من الهدايا والاستفادة العلمية الكبيرة، سمعت صوتاً شدني هذا الصوت فتبعت مصدره وإذا بي أتفاجأ بالوفد اليمني المسكين الذي لاحول له ولا قوة جالس في استراحة شركة ارامكو السعودية،على طول وبدون اي مقدمات ذهبت اليهم والقيت عليهم السلام وعرفت نفسي ومن ثم تعرفت عليهم عن قرب وتعرفت على كل شخص منهم وتصورنا مع بعض للذكريات وبعد أن أطمئن قلبي لهم واطمئنوا لي سألتهم سؤال: أين الجناح اليمني؟ فرد علي شخص منهم طبعا مع إشارة مضحكة " ما فيش فلوس " وأنا هنا وكل شخص زار المعرض يسأل وزارة النفط كم أنفقت على 15 شخص من الوفد "10000 دولار " لكل شخص يعني انها صرفت مايقارب 150000 دولار، هل عجزت هذه الوزارة الغنية الفقيرة أن تنفق حتى 1000 دولار لطباعة بروشور او طباعة كتيب صغير مع استاند وتوزيعهم في المعرض على الأقل يكون لليمن إسم يذكر في هذا المعرض الكبير الذي شاركت فيها حتى جامعات حكومية وخاصة وكليات البترول السعودية جميعها حتى شركة النفط السودانية كان عندهم جناح . هذا المعرض الكبير الذي زاره كل الوزراء في المملكة وكل سفراء الدول العربية والاجنبية منهم سفير الجمهورية اليمنية د/ علي منصور بن سفاع الذي كان يتمنى أن يجد جناح يمثل اليمن. وكان بإمكان هذا المعرض أن ينقل لزوار المعرض أن عندنا إمكانيات للإستثمار في مجال المنتجات النفطيه ولكن يا فصيح لمن تصيح كل شخص يبحث عن بدل سفر وأنا متأكد أن قبل هذا المعرض حصلت مشكلة كبيرة في وزارة النفط عن من يمثل اليمن في هذا المعرض لأن المهم هو بدل السفر الذي سيحصل عليه هذا المندوب وليس تمثيل الوزارة او احدى الشركات. قيس محمد معمر [email protected]