في إطار الفعاليات الثقافية والفكرية العلمية والتي تنظم في مسجد الإمام العيدروس، أقيم مساء أمس الخميس حفلاً تكريما بمناسبة تخرج الدفعة التاسعة من أربطة التربية الإسلامية حضر الحفل الأخ محافظ محافظة عدن الأستاذ احمد محمد الكحلاني وفؤاد البريهي مدير عام الأوقاف في المحافظة ومدير عام التلفزيون وجموع غفيرة من العلماء والمشايخ والشخصيات السياسية والعلمية والفكرية وفي بداية الحفل تلا الطالب سليمان رشدي -الجنسية ماليزي- آيات من الذكر الحكيم. وقد ألقى الأستاذ السيد ابوبكر احمد الهدار مدير عام الأربطة كلمة أربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية ومنصب الإمام العيدروس رحب فيها بجميع الحاضرين مشيرا بان الاحتفال لهذا العام يأتي بمناسبة تخرج الدفعة التاسعة من طلاب الأربطة وطلاب رباط الإمام العيدروس. وقال: أنه يأتي في ظل تنامي الوضع لأهمية عقد مثل هذه الاحتفالات وإحيائها بشكل متوازن يحمل عبق الذكرى وأنق المناسبة. وأضاف: بان الاحتفال لهذا العام له طعم متميز ونكهة خاصة تهدف إلى إحياء مآثر الرجال لتقتدي بها الأجيال وأشار بان هذا الاحتفال ليس مجرد زيارة ودخول وخروج وقراءة الفاتحة وحسب بل هو أسبوعا ثقافيا مليء بالكثير من المحاضرات والندوات والبحوث العلمية والمعرفية والثقافية والاقتصادية والفكرية والتربوية والسلوكية وان الدورة مليئة بالتوجيهات والإيحاءات ومعالجة المستجدات. وقال: إننا نخرج جيلا يواكب العصر ويواكب مستجداته ولا ينزوي عن مشاكله, وتحدث بعد ذلك عن أهمية إقامة مثل هذه الحوليات التي يرى فيها التجديد والتطوير للمنحنى العلمي والفكري والسلوكي والدعوي وقال نحن بحاجة إلى الطبيب المسلم او الداعي المحامي والداعي المدرس والداعي الإعلامي والداعي الوزير مشيرا بان المنهج الذي تلقاه الطلاب خلال دراستهم هو منهج السلامة المبني على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وأوضح بان المهام المناطه على عاتق الجميع هي خدمة الدين ونصرة سيد المرسلين وخدمة الأوطان وان طلاب الأربطة يمثلون الوعي في التعامل مع الأحداث والمتغيرات وقال إن امتنا اليوم هي امة مهزومة تؤمن بعبقرية القدم ولا تؤمن بعبقرية القلم. بعد ذلك كانت كلمة الطلاب الخريجين حيث تحدث الطالب علوي احمد بن شهاب بكلمة أشار فيها إلى ما تلاقاه الطلاب من علوم معرفية خلال مكوثهم في هذا الرباط وأبدى حزنه عن فراق هذا المكان الطاهر وقد أوصى أخوانه الطلاب الذين لا يزالون على قيد الدراسة أن يغتنموا الفرصة في هذا المكان المبارك. وقد ألقى الوالد السيد العلامة صادق العيدروس كلمة قال فيها: إن تخرج هذه الدفعة الذين جسدوا معان العلم والأخلاق ليس غريب على احد وإنما كان الإمام أبوبكر العيدروس متفرغا للطلاب في أكثر أوقاته وكان خدوما للناس مشيرا إلى مآثر الإمام العيدروس موضحا بان مسجد العيدروس تخرج منه علماء وطلاب علم نقلوا تلك العلوم إلى بلدان في اندونيسيا وبلدان أخرى وقال: كان الإمام العدني مصلحاً اجتماعياً يفصل في القضايا بين الناس في زمن لا توجد فيه محاكم للقضاء. بعد ذلك القي محافظ محافظة عدن كلمة عبر فيها عن إعجابه بهذا الاحتفال وقال إن مجالسة الصالحين لا يمل المرء منها، وقال: بان أفضل الوقت هو إن تقضي ولو دقيقة مع العلماء لأنه أفضل الوقت، مبدياً إعجابه بالشباب الخريجين قائلا: إن هذا الجيل هو جيل الشباب الصالح وجيل والوسطية وجيل الاعتدال لا جيل التعصب مؤكدا إن قيادة المحافظة تدعم معنويا وماديا لإقامة مثل هذه الأربطة التي تبني على المنهج الصحيح لا على التعصب الأعمى. وكانت هناك كلمة للأخ فؤاد البريهي مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة أشار فيها إلى إن هذا المسجد هو منارة للعلم والدين وقال إن هذا التواجد هو ثمرة من ثمار جيل الصلاح وأوضح للطلاب قائلا: مادمتم بين العلوم فنحن نشد على أيديكم باننا بحاجة إلى العالم المستنير الذي يجمع بين المفهوم الديني والأخلاقي مؤكدا بان مكتب الأوقاف سوف يرعى ويكفل مثل هذه الأربطة مشيرا إلى أنهم هم الذين يجسدون معاني المحبة والارتباط وينبذون معاني العنف متمنياً للطلاب الخريجين التوفيق والسداد لما فيه مصلحة الأمة.. بعد ذلك قام الأستاذ أحمد محمد الكحلاني مع الداعية أبوبكر المشهور ومدير مكتب الأوقاف ومنصب عدن ومدير قطاع التلفزيون بتكريم الخريجين والذي عددهم أربعة عشر خريج وكذا المبرزين في الأربطة وبعد التكريم ألقيت عدد من الأشعار والكلمات. وقد قام الأخ المحافظ الكحلاني ومنصب عدن السيد مصطفى العيدروس ومدير عام الأوقاف الشيخ فؤاد البريهي والموجه العام لأربطة التربية الإسلامية العلامة ابوبكر العدني بن علي المشهور بتوزيع الشهادات التقديرية وتكريم الطلاب الخريجين الذي بلغ عددهم أربعة عشر خريج وكما قدمت تروس تقديرية للأخ المحافظ ومدير عام الأوقاف والإرشاد ومدير عام التلفزيون وشخصيات أخرى. بعد ذلك ألقيت عدد من الكلمات منها كلمة للداعية كاظم السقاف وكلمة لدار العلوم الشرعية بالحديدة ألقاها الشيخ درويش سليمان نيابة عن الشيخ مرعي وكلمة لوكيل وزارة الأوقاف. وكان مسك الختام كلمة للموجه العام لأربطة التربية الإسلامية العلامة أبوبكر العدني بن علي المشهور أشار فيها بأن الهدف من بناء هذه الأجيال هو إخراج المهندس والدكتور والإعلامي والمحاسب الداعية والجيل المبني على النمط العالي من الوعي والسلوك مشيراً بأن الأمة تعاني تراكمات وأن هناك تبنى أجيال مخدوعة على ثقافة منحلة موضحاً بأن هذه الثقافة تبدي روائح الفساد في الأرض. وفي خضم المناسبة ألقى اليوم المفكر والداعية الإسلامي العلامة أبوبكر العدني بن علي المشهور خطبة الجمعة بمسجد الإمام العيدروس بعنوان: أولياء الله الصالحين نموذج في الشعوب للارتباط الأبوي النبوي الخالد.. تحدث فيها عن شرف الولاية لهذه الأمة مشيرا إلى أن في العالم معركتين لا ثالث لهما هما معركة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان والأخرى بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن، وقال: إن المعارك التي تجري لم تنقطع منذ خلق الإنسان وحتى أن يموت. ودعاء الجميع إلى القراءة الواعية للنصوص الشرعية لأن أولياء الشيطان يقرئون النصوص ويفسرونها ويتكلمون عنها ويتناولونها ولكنها تزج بالمجتمع إلى خدمة الشيطان وإتباعه، أما أولياء الرحمن يرجعون إلى الكتاب والسنة ولا يقدمون العقل عن النقل وقال أن هذه المناسبات لا تمثل أحد بقرار ولكنها تدعو الجميع للاستقرار سواء الحاكم أو المواطن وهدفها هداية الشعوب لا الوصول إلى الكراسي. وقال: إن هناك قوة شيطانية تدعو أصحابها للتحريش وحقن الدماء وأكد حاجة الأمة إلى إعادة التاريخ النبوي متسائلاً: إلى أين يريدون بنا؟! إلى أي منهج إلى أي موقع؟ إلى أي نهاية؟ إلى أي مصير؟ داعياً أهل الإسلام إلى الالتفاف نحو منهج واحد.